أحاديث في الحج

ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال في خطبة له: [فرض عليكم حج بيته الذي جعله قبلة للأنام يردونه ورود الأنعام، ويألهون إليه ولوه الحمام، جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته، وإذعانهم لعزته، واختار من خلقه سماعاً أجابوا إليه دعوته، وصدقوا كلمته، ووقفوا مواقف أنبيائه وتشبهوا بملائكته المطيفين بعرشه، يحرزون الأرباح في متجر عبادته، ويتبادرون عنده موعد مغفرته، جعله سبحانه للإسلام علَماً، وللعائذين حرماً، فرض حجه وأوجب حقه، وكتب عليكم وفادته، فقال سبحانه: (ولله على الناس حج البيت
من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)].
ـ عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام: (حجوا واعتمروا تصح أبدانكم، وتتسع أرزاقكم، وتُكفون مؤنات عيالاتكم.. الحاج مغفور له وموجوب له الجنة، ومستأنف له العمل، ومحفوظ في أهله وماله).
ـ عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام: [إن أبي قد حج، ووالدتي قد حجت، وإن أخويّ قد حجا، وقد أردت أن أدخلهم في حجتي كأني قد أحببت أن يكونوا معي، فقال: اجعلهم معك، فإن الله جاعل لهم حجاً، ولك حجاً، ولك أجراً بصلتك إياهم].
ـ عن الإمام علي الرضا عليه السلام: [إنما أمروا بالحج لعلة الوفادة إلى الله عز وجل وطلب الزيادة، والخروج من كل ما اقترف العبد تائبا مما مضى، مستأنفاً لما يستقبل، مع ما فيه من إخراج الأموال وتعب الأبدان والاشتغال عن الأهل والولد، وحظر النفس عن اللذات شاخصاً في الحر والبرد، ثابتاً على ذلك دائماً، مع الخضوع والاستكانة والتذلل، مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع لجميع من في شرق الأرض وغربها، ومن في البر والبحر، ممن يحج وممن لم يحج، من بين تاجر وجالب وبائع ومشترٍ وكاسب ومسكين ومكار ـ مؤجّر ـ وفقير، وقضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيه، مع ما فيه من التفقه ونقل أخبار الأئمة عليهم السلام إلى كل صقع وناحية، كما قال الله عز وجل: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) و (ليشهدوا منافع لهم)].