الشيخ الدكتور أحمد الوائلي - كنوز الكاظم

عالمٌ جليل، خطيب متكلم، شاعر أديب، عرف بجودة البيان والاطلاع الواسع، ولد في النجف الأشرف، وواصل دراسته بجد واجتهاد، في المدارس الرسميّة ثم التحق بكلية الفقه، وتخرج فيها، وانتقل الى بغداد، لمواصلة دراسته في معهد العلوم الاسلامية، ونال منه شهادة الماجيستير، ثم سافر الى القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاسلامية.
للوائلي تاريخ عريق ومجد أصيل في خدمة المنبر الحسيني الشريف فقد تدرج منذ بواكير حياته في هذا الاتجاه وتبلورت في شخصه امارات النبوغ وسمات التفوق منذ عهد بعيد حسب ما تنص الوثائق والمستندات التاريخية والاجتماعية حتى أصبح ركناً هاماً من أركان الخطابة الحسينية، وعلماً من أعلامها، الى ان ألقت اليه زمامها، وسلمته قيادها، بعد ان خلت الساحة من فرسانها، فكان الوريث لميدانها، واستلام عنانها، بحق وجدارة، فهو اليوم أستاذ لجيل من نوابغ الخطباء المعاصرين، ومقياس لمستوى الخطيب الناجح، والعبقرية الفذّة في الأسلوب، لذلك اعتبر المؤسِّس للمدرسة الحديثة لخطابة المنبر الحسيني.
لاشك ان التأليف فن قائم بذاته كفن الخطابة وكموهبة الشعر وغيرها من الفنون والمواهب الأخرى.. الا ان الوائلي يعتبر خطيباً أفضل منه كاتباً. وهذه أهم مؤلفاته والتي تناول فيها جوانب مختلفة وطرق أبواباً شتى: هوية التشيع، نحو تفسير علمي للقرآن، من فقه الجنس، ديوان شعر 1 و2، أحكام السجون، استغلال الأجير.
لم يسلم الشيخ الوائلي من بطش النظام الصدامي في العراق، ما أجبره على ترك بلاده ليعيش متنقلاً في بلاد المسلمين وبلاد الغرب، ليرفد الجاليات الاسلامية بالعلوم الاسلامية.وقد فُجع بمآسي شعب العراق، وفُجع باغتيال رفيق دربه الشهيد الصدر، وفُجع بوفاة ولده سمير عام 1999م.وظّل متنقلاً في البلاد مدة ربع قرن، يحمل في قلبه حنيناً الى العراق والنجف، التي عاد اليها لتحتضنه بحنان كبير.