دربكة واستعجال

إنسان اقتصادي
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (حسن التقدير مع الكفاف خير من السعي مع الاسراف). فالحياة ستغدو متعبة جداً لهذا الإنسان الذي لا يضع حداً لإنفاقاته، ويستسلم للإسراف فيستهلكه من خلال السعي الذي يتجاوز طاقته، وقد يضطره لسلوك الطرق الملتوية وغير المشروعة، كما قد يلهيه عن سائر التزاماته الدنيوية والأخروية، فيفقد اتزانه في الحياة، ويخسر الكثير وهو يحسب أنه من الرابحين.
عمى الأماني
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (الأماني تعمي عيون البصائر). الطموح والشعور بالأمل يعطيان الدافعية للإنسان للحركة الفاعلة في الحياة.. إلا أن الاستغراق في الأحلام والأمنيات الخيالية تجعل الإنسان يحلّق بعيداً في الهواء، ويفقد أي أساس يرتكز عليه في حركته، ثم سرعان ما يهوي ليصطدم بواقع مؤلم مختلف تماماً عن الصور التي رسمها في أوهامه، فمن أحب شيئاً عاش في آفاقه إلى الدرجة التي ينسى فيها حسابات الواقع، وجمّد عقله عند حدود تلك الأمنيات، التي تبقى سراباً لا شئ عنده سوى الوهم.
دربكة واستعجال
ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (مع العجل يكثر الزلل). الاستعجال طبيعة الإنسان التي يتحرك من خلالها (وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً)، وهي الأساس للكثير من أخطائه وانحرافاته ومشاكله التي يتخبّط فيها، ولكن ذلك لا يعني أنها الطبيعة الثابتة المتصلة بالتكوين الذاتي لوجوده، إذ يمكن لها أن تتراجع إذا أخذ الإنسان بأسباب الفكر، وتعامل مع الحياة بمنطق الواقع، وهذا دليل امتلاكه واحدة من مفاتيح النجاح، لأن من سمات النجاح في الحياة، السيطرة على بعض جواب الطبيعة الإنسانية.