حفظ القرآن وفهمه والعمل به - عبدالله أبل

عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة، يقول: يا رب ان كل عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي، فبلغ به أكرم عطائك، قال: فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة، ويوضع على رأسه تاج الكرامة، ثم يقال له: هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن: يا رب قد كنت أرغب له فيما أفضل من هذا، قال فيعطى الأمن بيمينه، والخلد بيساره ثم يدخل الجنة فيقال له: اقرأ آية فاصعد درجة، ثم يقال له: هل بلغنا به وأرضيناك؟ فيقول: نعم، قال: ومن قرأ كثيرا وتعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عز وجل أجر هذا مرتين).
الاهتمام بالقرآن من الأمور التي طالما كان يؤكد عليها آية الله بهجت حيث يقول: لقد كان الشيخ عبد الكريم الحائري يقول: ان قوماً تركوا العترة عليهم السلام جانباً وقوماً آخرين تركوا القرآن جانباً، وكان يعني بكلامه ان كلاهما قد تركا كلاًّ من القرآن والعترة لأنهما متلازمان.وأعتقد أنه اذا أضاع شخص أحدهما فقد أضاع الآخر لأنهما متحدان معاً، حيث قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (انِّي تارِكٌ فِيكُمْ ما ان تمسّكْتُمْ بِهِ لنْ تضِلُّوا بعْدِي أحدُهُما أعْظمُ مِنْ الآخرِ كِتابُ اللّهِ حبْلٌ ممْدُودٌ مِنْ السّماءِ الى الأرْضِ وعِتْرتِي أهْلُ بيْتِي).
قال آية الله بهجت لأحدهم قبل السفر للحج: قل لرفقائك ان يجتهدوا في حفظ القرآن وينظّموا برنامجاً لحفظ خمس آيات يومياً، فلا صعوبة في ذلك.وانما ذلكم الشيطان قد يقول ان ذلك صعب بل محال.في أحدى السنوات التقيت بأحد الأشخاص والذي بيّن – عن تجربة ان حفظ القرآن سهل جداً لمن كانت له نية صادقة وعزيمة وتوفيق من الله تعالى، حيث قال: قد ختمت القرآن وحفظته في ثلاثة شهور مع أني لم أكن أقصد حفظه.
عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يُوحى اليه).يقول آية الله بهجت: بشرط ألا ينفصل القرآن عن أهل البيت عليهم السلام.وينقل عنه أنه قال: لقد ذُكرت فضائل كثيرة لحفظ القرآن في أحاديث أهل البيت عليهم السلام، مثل الحصول على درجات عالية في الجنة، حفظ البدن بعد الموت، الأولوية لامامة الجماعة، حفظ العقل، حفظ النفس..الخ.
ان حفظ القرآن له درجات، أدناها حفظ الألفاظ والعبارات، أما أعلى الدرجات فهي في نفوذ هذه العبارات في روح الانسان وتحوله معنوياً، حيث يقول آية الله الشيخ بهجت: حاولوا الحصول على درجة أعلى من الحفظ.ويقول معلقا على الخطبة 221 في نهج البلاغة: أقسم أني قد قرأت هذه الخطبة من قبل 50 سنة الى الآن أكثر من ألف مرة، وفي كل مرة أشعر بخوف يغمر كياني ويضطرب قلبي وترتجف أعضائي وأتأمل متفكرا بأهلي ومعارفي وأصحابي الماضين، وكأني الشخص المقصود.لذا فعندما تترك هذه الخطبة من نهج البلاغة أثرا بليغا كهذا في الانسان فان تأثير القرآن في حافظ القرآن يكون أكثر تأثيرا وأعمق.
لذلك فكما لحفظ القرآن درجات كذلك فان لفهمه درجات، وقد لخصها أمير المؤمنين عليه السلام كما يلي: (ان كتاب الله على أربعة أشياء، على العبارة والاشارة واللطائف والحقائق، فالعبارة للعوام والاشارة للخواص، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء).