في انتظار الامام المهدي عليه السلام - عمار كاظم

أئمة الهدى وعلماء الاسلام وأبناؤه الامتداد الحركي والتواصل الفكري لخط الأنبياء، فقد شاء الله تبارك وتعالى بعد ان انقطعت النبوة وختمت بسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله ان يجعل مصلحاً يتحمل مهمة الأنبياء في الدعوة الى مبادئ الهدى والعمل بما جاء به الهادي محمد، وذلك وعد حق نطق به القرآن ووعدت به الكتب الالهية.فكان المصلح والأمل الكبير الذي يحطم أوثان الجاهلية ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.(ولقدْ كتبْنا فِي الزّبُورِ مِن بعْدِ الذِّكْرِ ان الْأرْض يرِثُها عِبادِي الصّالِحُون) الأنبياء:١٠٥.
ووجود المصلح المهدي عليه السلام يمثل الامتداد المتواصل للطف الالهي، حيث ان وجود النبوة ظاهرة تعبر عن لطف الله وعنايته بخلقه، هذا اللطف الذي دعى المسلم الى انتظاره الانتظار المقرون بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الاسلام والجهاد في سبيل الله، لا الخنوع والاستسلام والتخلي عن المسؤولية كما فهم البعض في قضية انتظار المهدي فهماً خاطئاً يصل الى حد تعطيل الأحكام الشرعية والتوقف عن تحمل مسؤولية الاصلاح وايصالها الى الامام المهدي عليه السلام.
ان انتظارنا للامام المهدي عليه السلام انتظار ايجابي من أجل ان ينتشر العدل في الأرض كلها بكل جهد وجهاد، وأن علينا ان نمهد له الطريق وأن نصنع له ولجنوده موقعاً للاسلام هنا وموقعاً للاسلام هناك.انتظارنا للمهدي عليه السلام ان ندرس طاقاتنا وامكانياتنا في خدمة الاسلام لنخدم الاسلام في بيوتنا بأن نجعل من عوائلنا عوائل اسلامية، وفي أسواقنا لنجعلها أسواقاً اسلامية شرعية لا تتحرك بالغش والخداع ولا بأكل أموال الناس بالباطل، وأن نخدم الاسلام في حركة الواقع السياسي ليكون واقعنا السياسي واقعاً اسلامياً ينطلق من قواعد الاسلام وأحكامه لننهج في السياسة نهجاً اسلامياً..ان نحوّل الحياة الى مسجد كبير نتعبد فيه الله تبارك وتعالى.
ان انتظار المهدي عليه السلام يفرض علينا ان نعدّ أنفسنا على أساس المواصفات التي يتميز بها أنصاره وأتباعه والسائرون في طريقه..ننتظره انتظار الرساليين لا انتظار الغافليين المرتاحين.اللهم اجعلنا من اتباعه والمستشهدين بين يديه والسائرين في طريقه.