الـزَّمـنُ الهـارِبُ

تعتبر هذه القصيدة آخر ما نظم العلامة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله (رضوان الله عليه) من قصائد، وقد نظمها إثرَ الأزمة الصحيّة التي ألمّت به يوم الأحد 18-10-2009، حيث يناجي فيها الزّمن الهارب، والعمر الذي يتلاشى ويغيب سريعاً، وقد نشرت في ديوانه الأخير (في دروب السبعين)...

ياخيـالاً يُحرِقُ السـِرّ بـِدُنيـَاي اشـتِعَـالاْ
ويُثيـرُ الأمـنياتِ الـ ـبِيضَ في قلبـي انفِعَـالاْ
ويطـوفُ الأُفـقُ الرَّحْـ ـبُ مـع الكونِ انتِقَـالاْ
ويضـيئُ الأرضَ فـي لَيـْ ـلِ السمـاواتِ هِـلالاْ
أنا في كـلِّ نجـوى الــ ـحُـبِّ والفـنِّ جَمـالاْ
وبِعيْنـيَّ يفيـضُ الــ ـفجْـرُ بالنُّـورِ جَـلاَلاْ
وبقـلبـي ينبِـضُ الحُــ ـبُّ ويَنْسـابُ انْحِـلالاْ
يـا خَيَـالاً يُـورِقُ الخضْـ ـرَةَ في العمـرِ تلاَلاْ
قـد يغيـبُ الواقِـعُ المُـ ـرُّ فَـلاَ يشكُـو المَـلالاْ
وأرى في العمـقِ سِـرَّ الــ ـعُمْـرِ وهْمَـاً وخَيَـالاْ
وأنـادِي الزَّمَـنَ الهـا ربَ مِـنْ عُمْـري طِـوالاْ
فـإذا بـي أفقِـدُ اليـَقْـ ـظةَ فـي المَـوْتِ ابتـِذَالا