كيف أنسج ذكرياتي؟ - فاطمة شعبان

إلى سماحة المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله قدست روحه الطاهرة..كلمات خرجت من القلب عرفاناً بدورك الرسالي سيدي في تشكيل شخصية كل مؤمن..! تلميذة مدرستك: فاطمة شعبان.
٭٭٭

رحل الفكرُ والعقلُ والاتزان..برحيلِك سيدي أبا الأيتام..كنت رجلاً قلّ نظيرُهُ في الأزمان..برحيلِك نخشى ان تتعثّر الأقدام..أسلوبُك في الدعوةِ سيظلُّ الميزان..وموعظةً على مدى الأيام..رحلت ولكن خطواتك على طريقِ الاسلام..ستبقى صدىً على مدى الأزمان..وحوارُك في القرآنِ أبدع نموذجاً..لحوارِ سائرِ الأديان..ووحيُك في القرآنِ كان تجسيداً..لشموليةِ الاسلامِ والانسان..هكذا كان بدايةُ نهلِنا من نبعِك الصافي الرّيّان..فصُغتنا سيدي بحُبك الواعي لرسولِ الاسلام..صياغةً علّمتنا ان الحبّ حركة في الاسلام..وعملٌ وجهادٌ بعيدٌ عن الأحزان.
٭٭٭

سيدي أيا فضل اللهِ..كيف أسردُ ذكرياتي؟..كيف أنسجُ حُزني على فقدِك؟..وقد علّمتنا ان نتخطّى الأحزان وسطّرت في رسالةِ التآخي دروساً..تأملاتٍ في شخصيةِ الانسان..وكتبت رسالة الأديانِ بمنهجِ الاسلام..وتجاوزت حدود الساعاتِ والأيام..فكنت سرّاً من أسرارِ ربِ الأكوان..في هذا العصرِ وفي سائرِ الأزمان فأحبك الانسانُ بِحُبك للرحمن..وحبُّك كان بلسماً للأيتام.
٭٭٭

فقدنا سيدي دمعك الهتّان..حين تُناجي ربك مناجاة الحزين..بعد قيامِ الليلِ تهتفُ: ربي..أتاك الفقيرُ المسكين فاعفُ واصفح فعبدك اللئيم..ساجدٌ بين يديك يا كريم..فقدنا سيدي صوتك الرّخيم..وأنت تنادي «أيُّها الأحبة اني أحبُّكم جميعاً..ولا أضمرُ في قلبي..حِقداً على مؤمن..ولا أحملُ في قلبي سوءا على أحد».
٭٭٭

فقدناك طوداً سيدي لا يلين..أمام زحفِ المُجرمين..فقدناك دِرعاً منيعة..أمام طغيانِ اليهودِ الآثمين..فقدنا دعمك للمقاومةِ..ولشبابِها الباسلين..فقدناك مُدافعاً عن نهجِ أهلِ البيتِ..الغرِّ الميامين..فقدناك كهفاً للأراملِ والبائسين..فقدناك أباً حنوناً تُخاطبُ أبناءك..كأبٍ للجميع..فيا سيد الوجدانِ وحبيب الرحمن..نم قرير العينِ فقد أدّيت الأمان..وأبلِغ عنا سلاماً لجدِّك الرسولِ الأمين..ولأهلِ بيتِه الطيبين الطاهرين.