دور الفقه الإسلامي في نهضة المسلمين (مختصر عن ورقة بحث مقدمة للمؤتمر) الشيخ عبدالحليم الزهيري- العراق


الفقه عمل بشري يحاول فهم النصوص الشرعية من كتاب وسنة لوضع أحكام للوقائع الحادثة وتجلية النظام التشريعي الكامل في الإسلام.من هنا يكون الفقه مرتكزاً أساسيا لأي حركة نهوض إسلامي، ولا يمكن للمسلمين ان ينهضوا بواقعهم بعيداً عن الفقه ومتعلقاته.سيما الفقه الإسلامي الامامي الذي يمتاز بعدة أمور، منها: الاستناد الى الكتاب والسنة المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بواسطة عترته الطاهرة وأتباعه الصادقين الضابطين بلا انقطاع.
سعة المنابع الحديثية بفضل عطاء أهل البيت عليهم السلام الذي دام 250 سنة بعد وفاة النبي.
نقاوة المصدر تمثل ركيزة أساسية في هذا الفقه، فلا يختلف اثنان من المسلمين فيما يتمتع به عترة النبي من فضل وطهارة وصدق فهم.
اعطاء العقل أهمية خاصة انطلاقاً من الكتاب الكريم.
كما ان الاجماع الكاشف عن وجود نص معصوم له موقعه في الفقه الإسلامي الامامي، ولكنه ليس حجة بذاته وانما لكشفه عن وجود دليل شرعي لدى المجمعين.
الفقه الإسلامي الامامي لا يغفل العرف لتحديد المفاهيم وبيان الأوضاع كالرجوع الى قول اللغوي.
النهضة مشروع أمة وهو مشروع كبير يحتاج الى تمتين بناه التحتية وتشييده على أرض صلبة..فلا نهضة بلا فقه إسلامي شامل يواكب العصر ويلاحق مستجداته، ولا يتوهم أحدنا اليوم كما توهم بالأمس بامكانية النهوض بالمسلمين بعيداً عن الفقه والفكر الإسلاميين، فقد فشلت محاولات المحدثين من دعاة التغريب ومسخ الهوية لأنها تصطدم بالسماء، وأنّى لها القوة لذلك.