نقاط عملية في طريق وحدة المسلمين (مختصر عن ورقة بحث مقدمة للمؤتمر) جعفر فضل الله - لبنان


إن الشباب الجامعي اليوم منفتح على العلم بكل مناهج التفكير فيه، وبات يواجه العلماء جميعاً في أي اتجاه بالكثير من الاشكالات التي لا تدخل فكره بالمنطق الذي توارثه من بيئته ومجتمعه، وهذا الأمر كما يمكن ان يكون خاضعاً للتأثر بمناهج تفكير الآخرين يمكن ان يشير الى قصور في ما أنتجه الماضون في علاج المشاكل الحاضرة اليوم وبقوة، وهذا أيضاً يشكل نقطة قوة بالنسبة لمسألة الوحدة لأننا عندما نواجه شاباً مسلماً يرتكز إسلامه الى التشيع أو مسلماً يرتكز إسلامه الى التسنن فانه لن يتقبل أي منهما ما يُحكى عن زميله الذي خبره، لأنه على الأقل يفهم منطلقات زميله كما خبرها في حياته معه في الجامعة أو في المجتمع أو ما الى ذلك.
وهنا تكمن أهمية استعادة الثقافة الإسلامية التي تجعل من المسلم مشروع قائد في مجتمعه، كما في مجالات العلوم التي طورتها الحضارة الغربية، كذلك في مجال العلوم الإسلامية التي يساهم فيها من موقع تفاعله معها لا من موقع تلقيها في قوالب جامدة لا يرجع فيها الى قاعدة ولا يرتكز فيها الى منهج.
وربما من الضروري ان نُعنى جميعاً بتأسيس ملتقيات إسلامية لدى كافة فئات المجتمع ولنبدأ بالتفكير بتأسيس ما يمكن تسميته الاتحاد العالمي للشباب المسلم، ويكون هدفه فكرياً بحتاً، من دون ان يتأثر بالطريقة التي نخضع فيها موضوع الوحدة الإسلامية للاستثمار السياسي بطريقة أو بأخرى، لأن هذه الملتقيات ستجعل الجميع يقفون عملياً أمام المشتركات في منهج التفكير وأمام ضرورة الحوار في عالم تصارع الأفكار الذي يمثل ايقافه جريمة بحق العلوم وتطورها، وسيخبر الجميع بالممارسة ان الإسلام واسع، وأننا حبسناه في قمقم عصبياتنا المذهبية التي تراكمت عبر الزمن وضعاً للحديث وتحريفاً للفهم وتضييعاً للأخلاق واستكباراً في التوجه.