البرنامج الأمثل لإدارة الدولة وقيادة المجتمع (33) - السيد حسين الشامي

قال أمير المؤمنين عليه السلام: (وارْدُدْ الى الله ورسُولِهِ ما يُضْلِعُك مِن الْخُطُوبِ، ويشْتبِهُ عليْك مِن الأمور، فقدْ قال اللهُ سبحانه لِقوْم أحبّ ارْشادهُمْ: {يا أيُّها الّذِين آمنُواْ أطِيعُواْ اللّه وأطِيعُواْ الرّسُول وأُوْلِي الأمْرِ مِنكُمْ فإن تنازعْتُمْ فِي شيْءٍ فرُدُّوهُ الى اللّهِ والرّسُولِ}. فالرّدُّ الى اللهِ: الأخْذُ بِمُحْكمِ كِتابِهِ، والرّدُّ الى الرّسُولِ الأخْذُ بِسُنّتِهِ الْجامِعةِ غيْرِ الْمُفرِّقةِ).
يتعرض الحاكم في ادارة البلاد الى أمور صعبة وأحداث جسام تختلط فيها الأشياء، وتتداخل فيها الأحكام، فيقع في حيرة وتردد، ولا يمكن ان يعتمد فيها على فهمه الخاص واجتهاده الشخصي، بل لابد من ان يرد تلك القضايا والأمور الى كتاب الله ومحكم آياته، فهو الهادي الى الرشد والعاصم منّ الانحراف والزلل.فاذا لم يجد في كتاب الله نصاً واضحاً لمعالجة ما أشكل عليه فعليه أن يرد ذلك المشكل الى السنة النبوية المطهرة، وأحاديث العترة الطاهرة باعتبارها العدل الثاني لكتاب الله، كما في حديث الثقلين المستفيض، فإن أهل البيت عليهم السلام يشكلون العمق والامتداد لرسالة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ومدرسة أهل البيت عليهم السلام خط موصول لا يتوقف عند مرحلة من مراحل التاريخ. وفي هذا السياق فإن الفقهاء العدول ومراجع الدين الأكفاء يمثلون الامتداد الطبيعي لهذه المدرسة المباركة، لأنهم يستقون علومهم من منابعها، ويستنبطون فتاواهم ونظرياتهم من تراثها الذي هو تراث الإسلام بكل ما يزخر به من معارف وأفكار وأخلاق.