نداء.. للمرأة المسلمة - عمار كاظم


لقد كان للمرأة دور بارز وفعال وخطير في مسيرة الدعوة الإلهية وحركة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام. فقد ساهمت المرأة في الكفاح الفكري والسياسي وتحملت التعذيب والقتل والهجرة وصنوف المعاناة كلها والإرهاب الفكري والسياسي، وأعلنت رأيها بحرية وانضمت الى الدعوة الإلهية على الرغم مما أصابها من خسارة السلطة والحياة والمال ولحوق المطاردة والقتل والتشريد والإرهاب، فعندما نقرأ قصة كفاح أبي الأنبياء ابراهيم عليه السلام ضد قومه ومصارعته النمرود ذلك الصراع الذي انتهى بنجاة نبي الله ابراهيم من النار بمعجزة الهية مما دعاه الى الهجرة الى الشام فكانت سارة زوجته والمؤمنة بدعوته ورفيقة جهاده وصاحبته في هجرته تسانده وتقف الى جنبه.
ويتحدث القرآن عن زوجة فرعون آسيا، وعن مريم أم عيسى عليه السلام، ويعرضهما نموذجاً ومثلاً أعلى للأجيال البشرية }وضرب اللّهُ مثلا لِّلّذِين آمنُوا امْرأت فِرْعوْن اذْ قالتْ ربِّ ابْنِ لِي عِندك بيْتًا فِي الْجنّةِ ونجِّنِي مِن فِرْعوْن وعملِهِ ونجِّنِي مِن الْقوْمِ الظّالِمِين، ومرْيم ابْنت عِمْران الّتِي أحْصنتْ فرْجها فنفخْنا فِيهِ مِن رُّوحِنا وصدّقتْ بِكلِماتِ ربِّها وكُتُبِهِ وكانتْ مِن الْقانِتِين{ (التحريم: 12-11) ، وكان للمرأة دور واضح وبارز وعظيم في حياة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقد جسدت هذا الدور العقيدي الفريد أم المؤمنين خديجة بنت خويلد عليها السلام.
وسجل لنا التاريخ حياة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لتكون لنا القدوة في حياتنا، فاطمة شهدت فترة صراع الدعوة في مكة وشهدت محنة أبيها رسول الله فرأت الاضطهاد والأذى يقع عليه، وشهدت الجو المعادي لبيت النبوة بيت الهدى والإيمان والفضيلة وشاهدت أباها والصفوة المؤمنة من دعاة الإسلام والسابقين بالايمان يخوضون ملحمة البطولة والجهاد، وعايشت المحنة مع أبيها، فكانت تضمد جراحه، كما وضعت الصورة المشرفة لجهاد المرأة المسلمة من خلال صبرها واحتمالها ومشاعرها وامكانياتها لتشد أزر الإسلام وتكافح جنباً الى جنب مع أبيها وزوجها وابنائها في ساحة واحدة وخندق واحد.
وتعلمنا الزهراء عليها السلام بأن المرأة تشارك الرجل في حياته وجهاده ومهمات رسالته بعيدة عن اللهو والعبث والضياع، مشغولة بالعطاء الاجتماعي والبناء الروحي وحمل الرسالة وصناعة الأجيال.
المرأة المسلمة يجب ان تعرف مكانتها الحقيقية في الإسلام ودورها البناء في المجتمع من خلال علاقاتها النفسية والأخلاقية بالزوج والأبناء وما توفر من أجواء الراحة وحسن المعاشرة ومساهمة المرأة في التربية السليمة في تكوين الشخصية السليمة ودور المرأة في البناء الاجتماعي من خلال إعداد العناصر الصالحة للمجتمع ودورها البارز في تدبير شؤون المنزل والاقتصاد المنزلي وحرصها على مالية الأسرة ومراعاة الاعتدال في الصرف والكماليات والمباهاة في الصرف وحب الظهور فتساهم في بناء المجتمع عن طريق توجيه وتنظيم اقتصاد الأسرة.