معذب نفسياً وأحس بالوحدة : مشكلة: أنا شاب مثقف ولدي شهادة الدكتوراه.. خلال دراستي كنت أساعد الناس وأحبهم كثيراً، ولكن مع دخولي في مجال العمل أحسست بأن الناس لؤماء منافقون.. في البداية لم أهتم لذلك، ولكن بمرور الوقت كرهت الناس، حتى المقربين مني، وبت أشعر بالوحدة وأستوحش من الحياة.. فماذا أفعل؟

وحلها: الحالة التي تمر بها ليست صعبة بل يمر بها كثيرون، ومع وعيك لها ومعرفتك بجوانب الخطأ يمكن ان تجتازها بسهولة، ولابد هنا أولاً من ان تصحح بعض الأفكار التي ربما كانت السبب في تلك الحالة:
-1 يجب أن نعلم ان الانسان اجتماعي بالطبع وأنه لا يمكن ان يعيش سوياً ومتكاملاً إلا بالتعايش مع الناس.
-2 فلنكن واقعيين، فالناس ليسوا سواء، لا كلهم طيبون ولا كلهم خبثاء، ولذا قد تكون توقعاتنا مثالية وغير واقعية ابتداءً، لذا عندما نحتك بالناس نصطدم بالحقيقة وتبرز عندنا ردود فعل عنيفة.
-3 لا يخلو أي زمان وأي مكان من أناس طيبين، وتلك سنة الله تعالى، فلا يمكن أن تخلو الأرض من عباد الله الصالحين وهم موجودون في كل مكان، وعلينا أن نجدهم.
-4 من المفترض ان نحمل الناس على سبعين محملاً طيباً، كما جاء في بعض الأحاديث، ونفسر تصرفاتهم تفسيراً متسامحاً، الا اذا جاءنا ما يؤكد سوء النية في القول أو التصرف.
-5 لا يعلم ما في القلوب إلا الله.. وابدأ بتصفية قلبك ودع أمر قلوب الناس الى الله وتعامل معهم على أساس الظاهر، وقد قال تعالى: {فلا تُزكُّوا أنفُسكُمْ هُو أعْلمُ بِمنِ اتّقىٰ} (النجم: 32).
-6 قد يمرّ الانسان أحياناً بحالة اكتئاب تجعله ينظر الى كل شيء بمنظار أسود، ويحتاج الانسان الى الخروج من حالته بإعادة التعامل مع الحياة بالأمل والحيوية والنشاط. كما ان بعض حالات الاكتئاب تحتاج الى مراجعة الأطباء النفسانيين، فهذه الأعراض شائعة ومعالجتها باتت سهلة بواسطة المختصين.
-7 لا تنس قراءة القرآن وذكر الله على أي حال، فإنه شفاء لما في الصدور وبه تطمئن القلوب.وتذكّر دوماً نعم الله تعالى، ورحمته التي وسعت كل شيء.