أبوعمرة الأنصاري
الصحابي الشهيد أبوعمرة الأنصاري النجاري، قال في اُسد الغابة: (اختلف في اسمه، فقيل: بشير، وقيل: ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مندول، واسمه: عامر بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي) وقيل أن اسمه عمرو. شهد بدراً واُحداً والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
رواياته:
له عدة روايات، روى عنه ابنه عبدالرحمن وآخرون، وقد روى عنه ابن الأثير في الكامل في التاريخ تفاصيل خبر سقيفة بني ساعدة، ومما جاء فيه: (وقال أبو عمرة الأنصاري: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة وأخرجوا سعد بن عبادة ليولوه الأمر وكان مريضاً، فقال بعد أن حمد الله: يا معشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست لأحد من العرب، إن محمداً صلى الله عليه وسلم لبث في قومه بضع عشرة سنة يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأنداد والأوثان فما آمن به إلا القليل، ماكانوا يقدرون على منعه ولا على إعزاز دينه ولا على دفع ضيم، حتى إذا أراد الله بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة ورزقكم الإيمان به وبرسوله والمنع له ولأصحابه والإعزاز له ولدينه والجهاد لأعدائه فكنتم أشد الناس على عدوه حتى استقامت العرب لأمر الله طوعاً وكرهاً وأعطى البعيد المقادة صاغراً فدانت لرسوله بأسيافكم العرب، وتوفاه الله وهو عنكم راض وبكم قرير العين استبدوا بهذا الأمر دون الناس فإنه لكم دونهم. فأجابوا بأجمعهم: أن قد وفقت دونهم وأصبت الرأي و نحن نوليك هذا الأمر فإنك مقنع و رضاً للمؤمنين. ثم إنهم ترادوا الكلام فقالوا: و إن أبى المهاجرون من قريش وقالوا: نحن المهاجرون و أصحابه الأولون وعشيرته و أولياؤه؟ فقالت طائفة منهم: فإنا نقول منا أمير و منكم أمير و لن نرضى بدون هذا أبداً... الخبر).
ولاؤه لعلي:
شهد أبوعمرة معركة صفين مع الإمام علي عليه السلام، وقد روي عن محمد بن الحنفية أنّه قال: (رأيت أباعمرة الأنصاري يوم صفّين وكان عقبيّاً بدريّاً اُحديّاً، وهو صائم يتلوّى من العطش، فقال لغلام له: ترّسني. فترّسه الغلام، ثم رمى بسهم في أهل الشام، فنزع نزعاً ضعيفاً حتى رمى بثلاثة أسهم، ثم قال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من رمى بسهم في سبيل الله فبلغ أو قصر كان ذلك السهم له نوراً يوم القيمة. وقُتل قبل غروب الشمس). رحمه الله تعالى.