سليمان بن صرد الخزاعي



الصحابي الشهيد أبومطرف سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أصرم الخزاعي، قال ابن عبدالبر في كتابه (الاستيعاب في معرفة الأصحاب): (كان خيّراً فاضلاً له دين وعبادة. كان اسمه في الجاهلية يساراً فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان. سكن الكوفة وابتنى داراً في خزاعة وكان نزوله بها في أول ما نزلها المسلمون، وكان له سن عالية وشرف وقدر وكلمة في قومه) وله رواية عن النبي.



ولاؤه لعلي:

لم يشهد سليمان القتال مع الامام علي عليه السلام في معركة الجمل، فلما انتصر الامام ونزل الكوفة دخل عليه سليمان. قال ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة): (ودخل سليمان بن صرد الخزاعي على علي عليه السلام، مرجعه من البصرة، فعاتبه وعذله، وقال له: ارتبت وتربصت وراوغت، وقد كنت من أوثق الناس في نفسي، وأسرعهم فيما أظن الى نصرتي، فما قعد بك عن أهل بيت نبيك؟ وما زهدك في نصرتهم؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لا تردن الأمور على أعقابها، ولا تؤنبني بما مضى منها، واستبْـقِ مودتي تخلص لك نصيحتي، فقد بقيت أمور تعرف فيها عدوك من وليك. فسكت عنه، وجلس سليمان قليلاً، ثم نهض، فخرج الى الحسن بن علي عليه السلام، وهو قاعد في باب المسجد، فقال: ألا أعجبك من أمير المؤمنين، وما لقيت منه من التوبيخ والتبكيت؟ فقال الحسن: انما يُعاتَب من تُرجى مودته ونصيحته، فقال: لقد وثبت أمور ستشرع فيها القنا، وتنتضى فيها السيوف، ويحتاج فيها الى أشباهي، فلا تستغشوا عتبي ـ أي لا تظنوا عتابي لكم غشاً ـ ولا تتهموا نصحي. فقال الحسن: رحمك الله، ما أنت عندنا بظنين). ثم شهد سليمان صفين مع الامام علي عليه السلام، قال ابن حبان في كتابه (الثقات): (فالتقى علي وأهل الشام بصفين لسبع بقين من المحرم فقام علي خطيباً في الناس فقال: الحمد لله الذي لا يبرم ما نقض.. ألا انكم تلقون عدوكم غداً فأطيلوا الليلة القيام وأكثروا فيها تلاوة القرآن وسلوه النصر، وعليكم بالجد والحزم وكونوا صادقين. ثم قعد فوثب الناس الى سيوفهم يهيئونها والى رماحهم يثقفونها والى نبالهم يريشونها ثم جعل على مقدمته شريح بن هانئ الحارثي والأشتر وعلى الميمنة الأشعث بن قيس وعلى الميسرة عبد الله بن عباس وعلى الرجالة عبد الله بن بديل بن ورقاء وعلى الساقة زياد بن النضر وعلى ميمنة الرجالة سليمان بن صرد الخزاعي).



ثورة التوابين:

قال الخطيب البغدادي في كتابه (تاريخ بغداد): (كان فيمن كتب الى الحسين بن علي عليهما السلام يسأله قدوم

الكوفة، فلما قدمها ترك القتال معه، فلما قُتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجية الفزاري وجميع من خذله فلم يقاتل معه). قال ابن عساكر في (تاريخ دمشق): (وقد كان أهل الكوفة وثبوا على عمرو بن حريث حين هلك يزيد، فأخرجوه من القصر فاصطلحوا على عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي فصلى بالناس وبايع لابن الزبير.. وقدم المختار ـ الثقفي ـ وقد اجتمع رؤوس القراء ووجوههم على سليمان بن صرد الخزاعي فليسوا يعدلون به).

قال الخطيب البغدادي: (ثم قالوا: ما لنا توبة مما فعلنا الا أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه ـ أي الامام الحسين ـ فعسكروا بالنخيلة مستهل شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين، وولوا أمرهم سليمان بن صرد وخرجوا الى الشام في الطلب بدم الحسين فسُمّوا التوابين، وكانوا أربعة آلاف، فقُتل سليمان بن صرد في هذه الوقعة، رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجية الى مروان بن الحكم، وكان سليمان يوم قُتل ابن ثلاث وتسعين سنة) رحمه الله تعالى.

تاريخ النشر 02/01/2010