مجالس ذكر الحسين - مقال للحاج عمار كاظم

مجالس العزاء والبكاء على مصاب الحسين عليه السلام.. هذه الشعائر، وهذه المجالس تحفظ لنا حرارة الارتباط بالخط الرباني، خط الحسين عليه السلام الممتد منذ آدم عليه السلام الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الدماء التي سالت في كربلاء ركزت القاعدة الإسلامية المنطلقة في خط الله ورسوله وأوليائه من أئمة أهل البيت عليهم السلام، لذلك عندما نذكر الحسين عليه السلام والإسلام الذي انطلق الحسين عليه السلام في نهضته فنتذكر ذلك الموقف الذي وقفه سيد الشهداء في يوم كربلاء يخاطب القوم (أما بعد، فانسبوني فانظروا من أنا، ثم ارجعوا الى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي، ألست ابن بنت نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم؟ وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء به حق عند ربه؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أوليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي؟ أولم يبلغكم قول مستفيض فيكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي ولأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة؟..).

نعيش ذكرى الحسين عليه السلام بكل وجداننا، ونتذكر كل الشهداء من الأطفال والرضع من الشباب والشيوخ، نتذكر عبدالله الرضيع ابن الامام الحسين المقتول بكربلاء، نتذكر علي الأكبر ابن الامام الحسين الشهيد بكربلاء، نتذكر حبيب بن مظاهر الأسدي، نتذكر الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وأهليهم ودمائهم وبكل ما يملكون في الدفاع عن الرسالة الإسلامية المحمدية الأصيلة التي تجسدت في يوم الطف في سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام. علينا أن ننفتح على الحسين عليه السلام، وندرس كربلاء ونعيش في رحابها، ونحمل القيم التي ضحى من أجلها الحسين عليه السلام ونقول له: لبيك يا حسين، تلبية لدعوتكم في آخر ساعة من يوم كربلاء عندما استصرخت القوم (ألا من ناصر ينصر دين الله؟ ألا من ذاب يذب عن حرم الله؟). فالسلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين جميعاً ورحمة الله وبركاته.