خطبة الجمعة 21 ربيع الثاني 1443: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: شر الأديان


- في بدايات الخطبة برقم 26 من نهج البلاغة يبين الإمام علي (ع) أوضاع العرب قبل الإيمان برسالة الإسلام وعظيم النعمة التي يرفلون فيها بإسلامهم، وكيف تبدلت أحوالُهم من الضلالة وجشوبة العيش والتنازع والتشرذم، إلى الهداية والرخاء والقوة والعزة والامتداد في الأرض.
- فهذه الخطبة جاءت بعد الفتوحات وانتقال كثير من العرب المسلمين إلى البلاد المفتوحة، وتغير نمط حياتها من البداوة والتنقل في الصحاري والعيش على الكفاف إلى الاستقرار في المدن والبلدات الكبيرة وكثيرة النعم، وتحسّن أوضاعهم المعاشية بشكل كبير، كل ذلك ببركة الإسلام.
- وهذا المقطع من كلامه بمثابة رد بليغ على ما بات يُنشر تحت عنوان إعادة قراءة التاريخ الجاهلي (المظلوم) بحسب تعبيرهم، وهو ما سأتناوله لاحقاً في الخطبة الثانية بإذن الله تعالى.
- قال (ع): (إِنَّ اللهَ سُبحانَه بَعَثَ مُحَمَّداً نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ، وَأَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ العَرَبِ عَلَى شَرِّ دِين، وَفِي شَرِّ دَار، مُنِيخُونَ) مقيمون (بَيْنَ حِجارَةٍ خُشْن، وَحَيَّاتٍ صُمٍّ) الحية مضرب المثل للخبث، وعندما توصف بالصماء، فسيزيد ذلك من شرها، لأنها لن تنزجر بالأصوات.. هذه هي صبغة حياة الصحراء الخشنة والخطرة (تشْرَبُونَ الكَدِرَ) الماء المتغيّر بفعل الشوائب الكثيرة والأوساخ (وَتَأْكُلُونَ الجَشِبَ) كالشعير والقمح الذي لا يُطحَن بشكل جيد (وَتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ، وَتَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ. الأصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ، وَالآثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ) مرتبطة بكم بقوة.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ) [الأعراف:43].