الصحابي الشهيد عبدالرحمن بن عبدربه الأنصاري

الصحابي الشهيد بكربلاء عبدالرحمن بن عبدربه ( عبدرب) الخزرجي الأنصاري، كان عابداً ناسكاً من الأوفياء.
ولاؤه لعلي:
هو أحد النفر الذين شهدوا لأمير المؤمنين علي عليه السلام يوم الرحبة. وملخص الخبر كما في الإصابة لابن حجر: (لما نشد علي الناس في الرحبة من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام ولا يقوم إلا من سمع، فقام بضعة عشر رجلاً منهم أبو أيوب وأبو زينب وعبد الرحمن بن عبد ربه فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله وليي وأنا ولي المؤمنين فمن كنت مولاه فعلى مولاه).
في كربلاء:
ذكر الطبري وغيره من المؤرخين حضور عبدالرحمن في كربلاء إلى جوار الإمام الحسين عليه السلام، أما رواية الطبري فكالتالي: (عن غلام لعبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري قال كنت مع مولاي فلما حضر الناس وأقبلوا إلى الحسين أمر الحسين بفسطاط فضرب ثم أمر بمسك فميث في جفنة عظيمة أو صحفة قال ثم دخل
الحسين ذلك الفسطاط فتطلى بالنورة. قال: ومولاي عبد الرحمن بن عبد ربه وبرير بن حضير الهمداني على باب الفسطاط تحتك مناكبهما فازدحما أيهما يطّلي على أثره، فجعل برير يهازل عبد الرحمن فقال له عبد الرحمن: دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل. فقال له برير: والله لقد علم قومي أنى ما أحببت الباطل شاباً ولا كهلاً ولكن والله
إني لمستبشر بما نحن لاقون. والله إن بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم، ولوددت أنهم قد مالوا علينا بأسيافهم. قال: فلما فرغ الحسين دخلنا فأطلينا. قال: ثم إن الحسين ركب دابته ودعا بمصحف فوضعه أمامه. قال: فاقتتل أصحابه بين يديه قتالاً شديداً). وأضاف بعض المؤرخين أن عبدالرحمن ـ لما كان اليوم العاشر من محرم ـ تقدم نحو الإمام الحسين عليه السلام وأستأذن منه للقتال فأذن له، فقاتل حتى قُتل رحمه الله تعالى.