صدقة السر.. منافع ومحاذير - الشيخ علي حسن

- تحدث القرآن الكريم عن صدقة السر حيث قال تعالى في سورة البقرة:271: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ) فنعم الشيء هي.
(وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) من عدة جهات، فهي:
1. أسلم من ناحية إخلاص النية.
2. تجنب المتصدق الوقوع مورد التهمة بالتصدق رياء
3. أحفظ لكرامة الفقير
4. أكثر ثواباً عند الله
(وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ) ومن ذلك ما عن رسول الله (ص): صدقة السر تطفئ غضب الرب.
(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) فلا تقلقوا من سرية الأمر. وفي رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع): وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرُك عند ربك عز وجل، ووديعتُك التي لا تحتاج إلى الإشهاد عليها، وكنتَ بما تستودعه سراً أوثقَ منك بما تستودعه علانية، وتعلم أنها تدفع البلايا والأسقام عنك في الدنيا، وتدفع عنك النار في الآخرة.
- وفي بعض الروايات تعبير مجازي عن شدة التستر (حتى لم تعلم يمينه ما تنفق شماله).
- بالطبع، أحياناً قد تكون صدقة العلانية ذات ميزة ومحببة، كتشجيع الآخرين على التصدق، وتعليم الأبناء، والخوف من فوات الفرصة، وغير ذلك.
- عن الإمام الباقر (ع) - في الإمام زين العابدين (ع): (إنه كان يخرج في الليلة الظلماء، فيحمل الجراب على ظهره حتى يأتي بابا بابا، فيقرعه ثم يناول من كان يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه).
- محمد بن إسحاق: (إنه كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل).
- هشام بن سالم: (كان أبو عبد الله (ع) إذا أعْتَمَ) من عتمة الليل وهي ظلمته (وذهب من الليل شطرُه أخذ جِراباً فيه خبز ولحم والدراهم، فحمله على عنقه ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه، فلما مضى أبو عبد الله (ع) فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان أبا عبدالله (ع)).
- عنوان الصدقة يختلف عن عنوان الإنفاق في سبيل الله، وهو فرع خاص من فروعه، والمراد منه الإنفاق على الفقير، ولا يشمل مثل الإنفاق لبناء مسجد أو مركز صحي أو طباعة كتاب.
- بعض العاملين في مجال العمل الخيري يحذّرون من سوء استغلال بعض ضعاف النفوس لاستحباب صدقة السر، فيستقبلون مبالغ طائلة من الناس سراً، وبلا أية وصولات ولا متابعة لاحقة، ويكون ذلك بالنسبة إليهم باباً لنهب تلك الأموال وأكلها بالباطل.
- صدقة السر تتحقق بأن توصل للفقير بنفسك بلا وسيط، بما في ذلك العاملين في العمل الخيري، ولذا فإن هذا لا ينطبق عليه عنوان صدقة السر.
- لذا من حقك أن تطالب بالوصل، وأن تعلم أين تذهب الصدقة، وإذا كان مشروعاً خيرياً، فهو ليس من الصدقة بالعنوان الخاص، بل إنفاق في سبيل الله، وهو عمل يحبه الله وصدقة جارية، ومن المناسب أن تتابع المشروع.