خطبة الجمعة 3 صفر 1443: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: الرضا بقضاء الله


- الرضا بقضاء الله وقدره من العناوين المهمة ذات البعد الإيماني والأخلاقي والنفسي في آن واحد، سواء في ما له علاقة بالابتلاءات والشدائد الطارئة، أو تلك الملازمة للإنسان، في ماله أو في جسده، أو في من يعنيه أمرهم، وأمثال ذلك.
- ونجد هذه المسألة حاضرة في قصة النبيين يعقوب ويوسف (ع) كما وردت في القرآن الكريم، وفي قصة أيوب (ع)، وفي موارد أخرى.
- وفي الدعاء الوارد في الصحيفة السجادية بعنوان (الرِّضا إذا نظر إلى أصحابِ الدُّنيا) مفاهيم وعبارات رائعة تحثّ على الرضا بقضاء الله.
- أتمنى من الإخوة والأخوات أن يكون هذا الدعاء مرجعَهم عندما يمرّون بأزمة نفسية نتيجة ابتلاء، أو عندما يضع الإنسان نفسه في حالة مقارنة مع الغير، فيجد أن الآخرين أفضل حالاً منه، وأن تكون هذه القراءة قراءة تدبر وفهم، لا قراءة نعي ونواح... وهو دعاء قصير يسير.
- من بين المقاطع التي تشدّ قارءها: (الْحَمْدُ للهِ) لماذا؟ هل هناك نعمة نازلة؟ (رِضىً بِحُكْمِ اللهِ) على الرغم من أن هذا النازل بي ليس أمراً محموداً، ولكن قلبي وعقلي ومشاعري تصدح بحمد الله، مقروناً بالرضا التام.
- ثم تأتي الشهادة التي يُفترض بها أن تكون صادقة نابعة من القلب: (شَهِدْتُ أَنَّ اللهَ قَسَمَ مَعَايِشَ عِبَادِهِ بِالْعَدْلِ، وَأَخَذَ عَلَى جَمِيْعِ خَلْقِهِ بِالْفَضْلِ) فما يعطينا الله سبحانه ويتفضّل به علينا – حتى مع الابتلاء – أكثر مما نستحق، فهو متفضل علينا على كل حال.
- ومن مقاطع الدعاء قوله (ع): (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَطَيِّبْ بِقَضَائِـكَ نَفْسِي، وَوَسِّعْ بِمَـواقِعِ حُكْمِكَ صَدْرِي، وَهَبْ لِي الثِّقَةَ لِأُقِرَّ مَعَهَا بِأَنَّ قَضَاءَكَ لَمْ يَجْرِ إلاَّ بِالْخِيَرَةِ).
- إن ما أطمح إليه يا رب ليس مجرد الرضا بقضائك، بل بأن أشعر معه بالراحة، وأنت القائل: (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء:19].
- هنا تتجلى عظمة الثقة بالله وبما يُقدِّر لعباده.
- ثم يقول: (وَاجْعَلْ شُكْرِي لَكَ عَلَى مَا زَوَيْتَ عَنّي) وما حرمتني منه وما سلبتنيه في نفسي أو في مالي أو في صحتي أو فيمن يعنيني أمرهم (أَوْفَرَ مِنْ شُكْرِي إيَّاكَ عَلَى مَا خَوَّلْتَنِي).
- نسأل الله سبحانه أن نكون من الراضين بقضائه، والمسلِّمين لحُكمه، إنه لطيف خبير.