حد الترخص في السفر ومطار الكويت الدولي

- كان قطع المسافة التي يترتب عليها القصر في الصلاة والإفطار في الصيام (22 كم في الخط الواحد و 44 في المجموع) يستغرق ساعات بحسب الطرق القديمة في التنقل، وإذا أردنا أن نحسب ذلك، فكل كيلومتر يستغرق 15 دقيقة في المشي البطيء من دون توقف، فإذا ضربنا ذلك في 44، كانت النتيجة 660 دقيقة، أي 11 ساعة.
- من هنا، وحيث أن فكرة القصر والإفطار في السفر مرتبط بالإجهاد، فمن غير المنطقي أن ننتظر الشخص كي يقطع كل هذه المسافة ثم نقول له أفطر أو قصر صلاتك.
- ولذا جاءت الشريعة بحكم ما يعرف بعنوان (حد الترخص)، والذي تبدأ منه إمكانية الإفطار وأن تؤدي صلاتك الرباعية قصراً وأنت مغادر، وكذلك الحال عند العود‌ فينقطع حكم السفر بالوصول إلى حد الترخص، فلا تقصر في صلاتك (السيستاني: المسافر يقصر في صلاته حتى يدخل بلده، ولا عبرة بوصوله إلى حد الترخص).
- وكلمة الترخص من رخَّص له في الأمر: أذِن له فيه بعد النهي عنه. والرُّخْصة فقهياً: ترخيص
اللّه للعبد في أشياء خفّفها عنه.
- كيف نعرف أننا وصلنا إلى حد الترخص؟
ج: هناك علامات وردت في بعض الروايات، ومنها:
- عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: الرجل يريد السفر متى يُقصّر؟ قال: إذا توارى من البيوت.
وحيث أنّ معرفة هذا الأمر كان متعذّراً على المسافر، إذ لا طريق له إلى إحراز أنّهم يرونه أو لا يرونه، لأجل ذلك عبّر الفقهاء بلازم هذا الأمر وهو خفاء الجـدران (وهذا العنوان غير مذكور في الروايات)، حيث إنّ المسافر إذا نظر إلى جدران البيوت فلم يرها وخفيت عنه يظهر له بوضوح أنّ أهل البيـوت أيضاً لا يرونه. طبعا تواري جدران البيوت بمبانيها وارتفاعاتها القديمة، لا العمارات الحالية المرتفعة.
- عن عبد اللَّه بن سنان عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: سألته عن التقصير قال: إذا كنتَ في الموضع الذي تسمع فيه الأذان فأتمَّ، وإذا كنت في الموضع الذي لا تسمعُ فيه الأذان فقصّر، وإذا قدمتَ من سفرك فمثل ذلك.
- إذا لم يسمع المسافر بأذنه الاعتيادي أذان آخر بيوت البلد بصوت طبيعي اعتيادي - لا بالسماعات - فقد وصل حد الترخص. (السيستاني لا يأخذ بهذه العلامة).
- وقد اختلف الفقهاء في لزوم اجتماع الأمرين أو كفاية أحدهما، أو اعتماد أحدهما دون الآخر.
- السيد فضل الله شخّص المسافة التقديرية لحد الترخص كالتالي: (حد الترخص يقدر بحوالي كيلومتر عن آخر بيوت البلد ومحلاتها).
- إذا أردنا أن نطبق هذا المعيار على مطار الكويت للمسافرين (بحسب تشخيصي):
1. سكان غير مدينة الكويت، كسكان الأحمدي والفحيحيل والجهراء وجابر الأحمد وسعد العبدالله وصباح الأحمد وأم الهيمان والوفرة والفنطاس والعقيلة والرقة، فإن حد الترخص متحقق في المطار.
2. سكان مدينة الكويت وامتداداتها، بما في ذلك بيان ومشرف وسلوى وصباح السالم والقرين بأقسامها والمسايل والصليبخات والقيروان وغرب مشرف، فإنه في السابق كان مطار الكويت أبعد من حد الترخص والصلاة فيه تكون قصراً.
- ولكن بعد بناء قاعة تي 4، أصبحت المسافة بين المطار وبين أقرب مبنى حكومي وهو إدارة مرور الفروانية في منطقة الضجيج 400 م تقريباً بحسب خريطة قوقل.
- من هنا فإن تشخيصي أن مطار الكويت الحالي واقع قبل حد الترخص والصلاة فيه للمسافر تكون تامة وليست قصراً.