هلك المتنطعون - مجلس الحسينية الكاظمية - الكويت 1443 هـ

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)[آل عمران:159].
-هذه الآية المباركة وإن كانت تتحدث عن رسول الرحمة (ص)، إلا أنها تمثل قاعدةً عامة في التعامل الإنساني.
- فعندما يخفق القلب بمحبة الناس، وعندما يتحرك اللسان بالكلمة الطيّبة، وعندما تُقدِم على عمل الخير، فإن هذا هو الذي يحبّب النّاس بك ويجذبهم إليك، بل ولربما يدفعهم للأخذ بما تقول احتراماً وتقديراً.
- ربُّ الأسرة عندما يريد لأفراد أسرته أن يحترموا كلمته وأن يكونوا كما يحب لهم أن يكونوا، فإن هذا لا يتم بالعنف والكلمة القاسية والشتائم والإهانات.. نعم هذه قد تُجبرهم لفعل ما يريد، ولكنهم يفعلون ذلك مجبَرين كارهين، ينتظرون فرصة غيابه ليخالفوا أمره، وليفعلوا ما يحلو لهم، ولربما تمنّوا غيابَه ولو للأبد ليرتاحوا منه.
- ولربما كان سبب العنف والكلمة القاسية وجود نقصٍ فيه، أو عيب في شخصيته، وهو بحاجة إلى معالجة ذلك الخلل، لا إلى الاستسلام للخلل وتفريغ شحنات الغضب والقسوة على أفراد أسرته.
- والآية تقول أنك عندما تتصف بالرفق فإن هذا يمثل نعمة من نعم الله تعالى، وعندما تكون فظاً قاسياً فهذا يعني أنك تخليت عن هذه النعمة، وأفسدت علاقة الآخرين لك.
- وقد ورد عن النبيّ (ص) وهو يفرّق بين الرّفق والعنف، قوله: (إنّ الرّفق لم يوضع على شيءٍ إلا زانه، ولا نُزع من شيءٍ إلا شانه). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لو كان الرفق خَلْقاً يُرى، ما كان مما خَلَقَ الله شيءٌ أحسنَ منه). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجراً، وأحبّهما إلى الله عزّ وجلّ أرفقهما بصاحبه).
-إنّنا نعيش في مجتمعاتنا الكثير من حالات العنف: العنف في البيت، وفي المجتمع، وفي الصّراع على مستوى السياسة والأوضاع الاجتماعيّة، وهذا ما يأتي لنا بالكثير من المشاكل، ويوقعنا في الكثير من الأوضاع السلبيّة. فعلينا أن نتعلّم كيف يرفق بعضُنا ببعض، وكيف نعيش الرفق في الكلمة، والرفق في القلب، والرفق في الحياة.
-كم من أسرة تشتكي من الأب أو الأخ المتدين الحريص على حضور المساجد والأجواء الإيمانية، في الوقت الذي لا يطيق فيه جو الأسرة، لأنه يراهم لا يرتقون في سلوكهم التديني إلى المستوى الذي يطمح إليه.
ولذا تجده بمجرد دخول البيت، سريع الانفعال، مُكفَهِرّ الوجه على طول الخط، مُعرِض عن التفاعل مع أفراد أسرته، أو متصادم معهم لأتفه الأسباب، ولربما اختار الابتعاد عن جو المنزل الذي يضيق به، ويختار البعد عنهم إلى أجواء أخرى يرتاح إليها، هروباً من الواقع، وتخلياً عن المسؤولية.
توصيات مباشرة:
1ـ القاعدة العامة في إصلاح الغير هي ما جاء في قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)[النحل:125].
-أي أن الله أعلم بالأساليب التي تهدي الإنسان إلى الحق، وتقوده بعيداً عن الضلال.. فكم تتناسب هذه القاعدة مع ذلك السلوك المتشنج والعنيف؟
2ـ القرآن الكريم عرض لنا النتيجة المترتبة على كل أسلوب على حدة، أسلوب الغلظة والمواقف العنيفة، وأسلوب الرحمة والرفق، وذلك في قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)[آل عمران:159]، فأيهما ستختار؟
3ـ في البين توصيات نبوية عديدة بالتحلي بالرفق في التعامل مع الآخر، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّ اللهَ رَفيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ ويُعطِي عَلَى الرِّفقَ ما لا يُعطِي عَلى العُنفِ)، وفي نص أنه أضاف: (فَإنَّما بُعثتُم مُيسِّرينَ ولَم تُبعَثُوا مُعَسِّرينَ).
-ولاحظ كيف خاطب النبي إبراهيم عليه السلام أباه، أياً كان النسب بينهما، وهو يدعوه للهداية: (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا، يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا، يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا، يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا) وحتى عندما كانت ردة فعل هذا الرجل قاسية حيث قال: (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)، قال الخليل: (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا)[مريم:42-47].
4ـ قد يعتبر البعض أن هذا النوع من الرفق لا يعني سوى التسيب والانفلات، ولكن لاحظ الوصف النبوي لسمات المؤمن، وقد اخترت مقاطع منه طلباً للاختصار: (إنَّ من أخلاق المؤمن: قوةً في دين، و حزماً في لين.. وحلماً في علم.. لا يحيف على من يُبغض ولا يأثم فيمن يُحب، ولا يُضيّعُ ما استُودع).
- فليس المقصود من الرفق مجرد اللين الذي يجعل الأمور منفلتة، بحيث يرى الخطأ ويقبل به، ويتنازل عن مبادئه وإيمانه.. بل هو قوي في دينه، وحازم في قراراته.. ولكن المسألة هي كيفية معالجة الخطأ.. المعالجة التي يجب أن تترافق مع الرفق والرحمة كي تكون مؤثرة، وأما الضرب والإهانات والصراخ فقد تؤتي ثمارها في الظاهر، ولكنها ستكبت الكراهية وتزرع العُقد وتدفع إلى تحيّن الفرصة للانفجار أو التمرد العنيف.
5ـ ضرورة التحلي بطول النفس في هذا الطريق، وهو بمقدورنا، وقد قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا)[العنكبوت:14]. والمطلوب منا التحمل بما لا يتجاوز سنين قلائل.
-إنّنا نعيش في مجتمعاتنا الكثير من حالات العنف: العنف في البيت، وفي المجتمع، وفي الصّراع على مستوى السياسة والأوضاع الاجتماعيّة، وهذا ما يأتي لنا بالكثير من المشاكل، ويوقعنا في الكثير من الأوضاع السلبيّة.
- ومن هذا العنف عدم الرفق بمن نرى أنهم أدنى منا مستوىً في التدين.. فعلينا أن نتعلّم كيف يرفق بعضنا ببعض، وكيف نعيش اللّين في الكلمة، واللّين في القلب، واللّين في الحياة دون أن نتخلَّى عما نؤمن به من مبادئ وقيم، وعندها سنجني في كثير من الأحايين النتائج الإيجابية لهذا الرفق.
-عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق).
-مع الأسف هناك الكثير من الشباب لا يوغلون في هذا الدين برفق، وإنّما تحمسنا ومع الحماس ـ بالإضافة إلى أنّ الواحد كان يريد أن يعوض تقصيره ـ
- أوغلنا، ولكن ليس برفق بل باندفاع، وهذا التوغل في الدين بالإندفاع يؤدي إلى عواقب وخيمة، وقد يؤدي إلى فهم خاطئ للدين؛ لذلك أقدم لكم عصارة تجربتي في طريق الإلتزام، سأقدم لكم خمسة محاذير أتمنى من كل شاب وشابة يريدان أن يلتزما الطريق الصحيح أن يحذرا من هذه الأمور ليكون التدين وسطياً صحيحاً سليماً.
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثا، وهم المتشددون.
1. إذا وجدت نفسك بعد تدينك بدأت تفتي من عندك فاحذر.. الفتوى تحتاج إلى علم عميق في اللغة العربية، وفي فقه الأولويات، وفقه الواقع والقرآن الكريم والحديث، علوم كثيرة تحتاج إلى سنين وسنين، ليس كل من قرأ كتاباً يفتي.. فبالتالي ينبغي على المتدينين حديثاً، أن يحذروا من الفتوى وكل ما يستطيعون القيام به في هذه المرحلة هو أن ينقلوا كلام العلماء، وحتى هذه فيها حذر، فينبغي حسن اختيار العلماء.
2. إذا وجدت أنك بدأت تكفّر الناس، فاحذر.. فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (مَن كفّر أخاه فقد باء بها أحدهما). ثمّ لماذا أصلاً المغامرة في مثل هذه الأمور؟ دع هذه الأمور لله سبحانه وتعالى يحكم فيها يوم القيامة. قال رجل حكيم: (أصعب الأمور أن يعرف الإنسان نفسه، وأسهلها أن يعظ غيره).
3. إذا لاحظت أنك بعد إلتزامك بدأت تهمل مظهرك، وتهمل شكلك ولبسك ولحيتك وشعرك فاعلم أن فهمك للدين فيه خلل، إذا كنت تعتقد أنّ هذه الأمور هي من الزهد، فهذا خلل، فالله جميل يحب الجمال، ويروى عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنّه كان يهتم بخمسة أمور لا يتركها في حضر ولا في سفر من ضمنها (السواك، المشط، المكحلة، المرآة) وكلها أمور لها علاقة بالجمال، فانظروا إلى حرصه صلى الله عليه وآله وسلم حتى إنّه قبل أن يخرج لأصحابه ينظر في المرآة مراعاة لمظهره، ويصفف شعره.. وعلى هذا فمن المفروض أن يكون الملتزمون خير الناس مظهرا.
4. إذا كان إلتزامك يجعلك تشعر أنّك خير من باقي الناس، وأنك أصبحت وليّاً من أولياء الله وأن كل الناس عاصون ومذنبون وهالكون وأنت الناجي فاحذر، إن تدينك مغشوش.. فمن المفروض أنّ التدين يزيد من التواضع، فكلّما زاد تدينك زاد تواضعك وليس غرورك وإحتقار الناس.
-أذكر هنا كلمة جميلة لأحد العلماء حيث يقول: (رُبّ ذنب أورث ذلاً وإنكساراً خير من طاعة أورثت عُجْباً وإستكباراً)، هذا الكلام معناه أن تقضي ليلك في ذنب ثمّ تستيقظ وقد أحسست بالندم والذلة والإنكسار وتبكي وتشعر أنك أسوأ الناس وتشعر أن كل الناس خير منك، هذا الذنب خير من أن تقوم كل الليل في الصلاة ثمّ تستيقظ وتشعر أنّك ضمنت الجنة، وتشعر أن كل الناس أسوأ منك، وأنت خير منهم وتستكبر عليهم، فاحرص، أن يزيدك تدينك تواضعاً لخلق الله.
5. إذا وجدت أنك بعد إلتزامك ساءت أخلاقك فاحذر.. فما فائدة التدين الذي يسيء الأخلاق؟ فالعلم الحقيقي، والتدين الحقيقي، هو الذي ينعكس إيجابياً على خلق الإنسان.
- وللإمام زين العابدين (ع) في الصحيفة السجادية دعاء لمكارم الأخلاق، وفيه يقول: (وَأَعِزَّنِي، وَلا تَبْتَلِيَنِّي بِالْكِبْرِ، وَعَبِّدْنِي لَكَ وَلاَ تُفْسِدْ عِبَادَتِي بِالْعُجْبِ، وَأَجْرِ لِلنَّاسِ عَلَى يَدَيَّ الْخَيْرَ، وَلا تَمْحَقْهُ بِالْمَنِّ، وَهَبْ لِي مَعَـالِيَ الاَخْـلاَقِ، وَاعْصِمْنِي مِنَ الْفَخْرِ. اللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَلا تَـرْفَعْنِي فِيْ النَّاسِ دَرَجَـةً إلاّ حَطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَهَا، وَلا تُحْدِثْ لِي عِزّاً ظَاهِرَاً إلاّ أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً بَاطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِهَا).
- في الليلة الماضية ذكرت أن العجب ثم الكبر مهلكة الإنسان، والخطر يزداد حجماً إذا امتزج العجب والكبر بالقوة والمال والقدرة.
- وهذا حال يزيد حين أُدخل عليه أسرى بيت الرسالة، فتصدت له العقيلة زينب فبيّنت له حجمَه الحقيقي وصدمته بكلماتها العظيمة التي ما استطاع الفرار منها ومواجهتها على الرغم من مكابرته، وشخّصت فيها جانباً من العقد النفسية التي كان يعيشها يزيد وكانت من العوامل التي دفعته لارتكاب جريمته، وقد تناولت في الليلة الماضية جانباً من خطبتها، واتناول اليوم ما جاء في أولها لتناسبه مع ما سبق.
جاء في بعض المصادر أنه (قامت زينب بنت علي وامها فاطمه بنت رسول الله (ص) فقالت: الحمد لله رب العالمين، والصلاه والسلام على سيد المرسلين، صدق الله تعالى اذ يقول: [ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ]. أ ظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض، وآفاق السماء وأصبحنا نُساق كما تساق الأساري أن بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة؟ وأن ذلك لعِظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك، جذلان مسروراً حين رأيت الدنيا مستوسقة، والأمور مستقة، وحين صفا لك ملكُنا وسلطاننا؟ فمهلاً مهلاً أنسيت قول الله تعالى: [وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ]. أ مِن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا؟ قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن، يُحدى بهن من بلد إلى بلد، ويَستشرفهن أهل المناهل والمناقل، ويتصفّح وجوهَهن القريب والبعيد، والدنيّ والشريف، ليس معهن من رجالهن ولي، ولا من حماتهن حمي؟ وكيف تُرجَى المراقبة ممن لفظ فوه أكبادَ السعداء، ونبت لحمُه بدماء الشهداء؟ وكيف لا يُستبطأ في بغضنا - أهلَ البيت - مَن نظر إلينا بالشنف والشنئان، والإحن والأضغان، ثم يقول غير متأثِّم ولا مستعظِم:
لأهلوا واستهلوا فرحاً ثم قالوا: يا يزيد لا تُشَل
منحنياً على ثنايا أبي عبدالله، تنكتها بمخصرتك؟ وكيف لا تقول ذلك وقد نكأتَ القرحة، واستأصلتَ الشأفةَ) كناية عن الفعل بلغ مداه فلا مجال للتراجع عنه (بإراقتك دماء ذرية آل محمد، ونجومِ الأرض من آل عبد المطلب، تهتف بأشياخك، زعمتَ تناديهم! فلتردَنّ وشيكاً موردَهم، ولتوَدَّنّ أنك شُللتَ وبكُمت ولم تكن قلت ما قلت، وفعلت ما فعلت. اللهم خذ بحقنا، وانتقم ممن ظلمنا، وأحلِل غضبَك بمن سفك دماءنا وقتل حماتِنا.