خطبة الجمعة 19 محرم 1443: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: تحريف القرآن الكريم

- قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9].
- قال العلامة الطباطبائي في تفسير هذه الآية المباركة: (هو ذِكرٌ حي خالد، مصون من أن يموت ويُنسى من أصله، مصون من الزيادة عليه بما يَبطُل به كونه ذكراً، مصونٌ من النقص كذلك، مصونٌ من التغيير في صورته وسياقه بحيث يتغيّر به صفة كونه ذِكراً لله مبيّناً لحقائق معارفه. فالآية تدل على كون كتاب الله محفوظاً من التحريف بجميع أقسامه).
- في مقابل هذا الكلام الواضح الذي يعكس عقيدة الشيعة في مقولة تحريف كتاب الله العزيز، يطرح البعض تهمة الاعتقاد بتحريف القرآن.
- كتاب الكافي للشيخ محمد بن يعقوب الكليني (ت329هـ) أحد أشهر الموسوعات الحديثية لدى الشيعة الإمامية، إن لم يكن الأشهر على الإطلاق.
- وهناك ثلاث موسوعات حديثية أخرى مشهورة، هي (من لا يحضره الفقيه) للشيخ الصدوق (ت381هـ)، وموسوعتا (التهذيب) و(الاستبصار) للشيخ الطوسي (ت460هـ)، إلا أن الكافي يمتاز عليها من جهة: بأنه أسبق منها صدوراً، ومن جهة ثانية بأنه لا يخص الأحاديث الفقهية فحسب.
- وواحدة من أخطر الإشكالات التي أثيرت على الكافي، وبالتالي على الكليني نفسه، اشتمال الموسوعة على أحاديث تقول بتحريف كتاب الله العزيز. فكيف يمكن الوثوق بهكذا كتاب؟ وكيف نعتبره مصدراً للحديث عندنا على مستوى المسائل العقدية والشرعية والأخلاقية والتاريخية وغيرها؟
- ولذا قال الشيخ محمد أبو زهرة على سبيل المثال: (ومن الغريب أن الذي ادّعى هذه الدعاوى الكليني، وهو حجة في الرواية عندهم، وكيف تُقبَل رواية من يكون على هذا الضلال، بل على هذا الكفر المبين؟).
- هذه الإشكالية بحاجة إلى وقفة، لنستفيد من ردّها منهجاً مهماً وبليغاً في تقييم كل مذهب للمذهب الآخر بما يُخفّف من وطأة التهم التي لا أساس لها من الصحة، وتزيد مشهد العلاقات المذهبية تأزيماً، وتخلق عقداً وهمية ناشئة من الخلل في قراءة الآخر المختلف. وهذا ما سأقوم به بإذن الله تعالى في الخطبة الثانية.