البرنامج الأمثل لإدارة الدولة وقيادة المجتمع (12) - حسين بركة الشامي

{وَلاَ تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ بَخِيلاً يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ، وَيَعِدُكَ الْفَقْرَ، وَلاَ جَبَاناً يُضعِفُكَ عَنِ الأمُورِ، وَلاَ حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ، فَإِنَ الْبُخْلَ وَاَلجُبْنَ وَالْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِ بِاللهِ}.

لابد للحاكم المتصدر والمسؤول عن الشؤون العامة أن يستعين بمجموعة من المستشارين والخبراء وذوي الرأي والحصافة، يقومون بعملية الترشيد والتقويم لمسيرة العمل والنصيحة وتسديد الأعمال والمشاريع والخطط والبرامج، وإعانة المسؤول على أمره وإدارة مكتبه ومؤسسته بأسلوب صحيح ومتقن.

غير أن الرجالات التي على الحاكم أن يستشيرها ويعتمد عليها ويستعين بها في مهماته ومسؤوليته أن تكون على مستوى عال من صفات النبل والإيمان والكرم والشجاعة والشعور بالمسؤولية، بعيداً عن التعقيدات الشخصية والأمراض النفسية والحالات المزاجية، وعلى هؤلاء المستشارين أن يكونوا صادقين في نصيحتهم وتسديدهم.

ومن هنا يجب أن يُبعد المسؤول عن دائرة شؤونه وأعماله ثلاثة أصناف من المستشارين وهم:

-1 البخيل: وهو الرجل الذي يدعو إلى التخلف والإمساك وعدم العطاء والكرم في كل موضوع أو مجال يجب فيه السخاء والعطاء فيه على الناس، بحجة أن ذلك يسبب الفقر للحاكم أو يحدث النقص والخلل في ميزانية الدولة أو بيت مال المسلمين.

-2 الجبان: وهو ضعيف القلب والمتردد عن المواجهة الواقع وتحدياته، وهذا الصنف من الناس لا ينبغي إشراكهم في تقرير الأمور العامة، لأن الإدارة لا تخلو غالباً من مواقف صعبة تحتاج إلى شجاعة وعزيمة وقوة قلب وإقدام من دون تراجع أو نكوص، ووجود الجبناء في دائرة القرارات العامة يؤدي إلى ضعفها وعرقلتها.

-3 الحريص: وهو ذو الجشع والشره والشحيح المفرط والمبالغ في البخل وتجميع المال وعدم إنفاقة، وهو أسوأ من البخيل، لأن البخيل يخشى الفقر والفاقة، أما الحريص فهو البخيل الذي يبخل على نفسه، ويمنع غيره من العطاء والسخاء. وقد يتجاوز الحريص على أموال الآخرين بالتعدي والظلم، لأنه لا يملك إرادته أمام غريزة المال. والحرص أقوى شعب حب الدنيا وكله ذم ومهانة.

تاريخ النشر 05/12/2009