خطبة الجمعة 1 ذوالقعدة 1442: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: تنمية التضجّر

- عن علي (ع): (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً).
- من الصفات التي ينبغي للمؤمن أن يتصف بها أن يكون فعّالاً ونشيطاً ومنتجاً... سواء فيما يخص الأمور المتعلقة بالحياة الدنيا، أو تلك المتعلقة بتأسيس حياته الأخروية... أما الخمول والكسل والهروب من المسئولية فهي أمور لا تليق به.
- ومن الطبيعي بالنسبة للإنسان أن يعاني أحياناً من حالة من الضجر كأمر طاريء، يزول بمجرد تغيير الروتين، أو الانشغال بأمر ما، أو العودة لأجواء العمل والالتزامات الحياتية.
- وفي الحكمة ١٩٤ من نهج البلاغة عن علي (ع) أنه قال: (إن هذه القلوب تَمَلّ كما تَمَلّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة). وطرائف الحكمة عبارة عن كل ما يفيد الإنسان في حياته على المستوى المعرفي، مع شعور الإنسان بالمتعة النفسية عند الإقبال عليها.. قد تكون قصائد شعرية، كما قد تكون رواية أدبية، أو فيلماً إنسانياً راقياً في مضمونه وعرضه، وأمثال ذلك.
- لكن المشهود أن البعض من الناس ينمّون حالة الضجر والتململ في أنفسهم، ويُصبحون أسراء لها، فيضجرون لأتفه الأسباب، ويملأون الأجواء مِن حولهم بالمشاعر السلبية، وذلك من خلال أمرين: الأول، التركيز على السلبيات في ما حولَهم، والثاني، كثرة التشكّي والمبالغة في التذمّر.
- ومع الأوضاع الاستثنائية التي نعيشها بسبب جائحة كورونا وحالة الإغلاق والقوانين الخاصة بالترفيه والسفر وغير ذلك، ارتفع منسوب التضجّر والتململ من البرنامج اليومي بشكل ملحوظ.
- فما الآثار السلبية لذلك وما مدى مخاطره؟ وكيف يمكن التغلّب عليه؟ هذا ما سنتناوله في الخطبة الثانية بإذن الله.