ابوايوب الانصاري

الصحابي المجاهد أبو أيوب خالد بن زيد الخزرجي النجاري الأنصاري، من السابقين إلى الإسلام من أهل المدينة، بايع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في العقبة، وشهد معه جميع حروبه، وكان شاعراً مُجيداً. آخى رسول الله بين أبي أيوب وبين الصحابي الشهيد مصعب بن عمير رضي الله عنه. وقد روى عن رسول الله حديثاً كثيراً.

وامتاز أبوأيوب بأنه صاحب منزل رسول الله يوم أن وصل إلى المدينة المنورة عند هجرته إليها، فقد عرضت عليه القبائل النزول في بيوتها كلما مر بواحدة منها، فلم يقبل وقال: دعوا الناقة، فإنها مأمورة. فأناخت بباب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فاختار النبي تلك الدار على الرغم من أن صاحبها كان من أشد أهل المدينة فقراً.



روايته الحديث



في تهذيب التهذيب أنه روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعن أبي بن كعب. وفي أسد الغابة روى عنه مِن الصحابة: ابن عباس وابن عمر والبراء ابن عازب وأبوأمامة وزيد بن خالد الجهني والمقدام بن معديكرب وأنس بن مالك وجابر بن سمرة وعبد الله بن يزيد الخطمي.



ولاؤه لعلي



كان أبوأيوب الأنصاري مخلصاً في ولاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد شهد معه جميع حروبه، الجمل وصفين والنهروان، وجاء في كتاب مروج الذهب للمسعودي في وصف دخول جيش الإمام علي عليه السلام البصرة يوم الجمل: (فورد موكب نحو ألف فارس يقدمهم فارس أشهب عليه قلنسوة وثياب بيض متقلداً سيفاً، معه راية. فقلت: من هذا؟ فقيل أبو أيوب الأنصاري وهؤلاء الأنصار وغيرهم). وروى الخطيب في تاريخه أن علقمة والأسود أتيا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقالا له: (يا أبا أيوب، إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبمجيء ناقته تفضلاً من الله تعالى وإكراماً لك حتى أناخت ببابك دون الناس جميعاً، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب أهل لا إله إلا الله؟! فقال: يا هذا، إن الرائد لا يكذب أهله، إن رسول الله أمرنا بقتال ثلاثة مع عليٍّ، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين)... (ثم قال: سمعت رسول الله يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك، يا عمار، إن رأيتَ علياً سلك وادياً وسلك الناس كلهم وادياً، فاسلك مع علي، فإنه لمن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى).

وفاته ومدفنه



عشق أبوأيوب الجهاد في سبيل الله فلزمه بعد وفاة رسول الله، ولم يتخلف عنه إلا عاماً واحداً، ثم توفي غازياً في بلاد الروم (تركيا) بين عام 55-50 هـ، و دفن قرب سور القسطنطنية (اسطنبول)، وبني له ضريح من قبل السلطان العثماني محمد الفاتح. وفي الزلزال الذي حدث في عام 1766 م لحق ضرر كبير بهذا الجامع، فهدم وأنشئ مكانه جامع يُعرف بجامع أيوب سلطان، وتم الانتهاء من بنائه عام 1800 م، ولهذا الجامع في قلوب الأتراك مكانة خاصة، وهم يزورونه باستمرار. ومن عاداتهم زيارته بصورة خاصة يوم الأحد قبل صلاة الفجر، بحيث أنك لا تجد مكاناً تجلس فيه، ويظلون يقرؤون القرآن ويصلون ويتلون الأدعية إلى طلوع الشمس.

تاريخ النشر 05/12/2009