خطبة الجمعة 23 شوال 1442: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: من صور الكرم عند الصادق (ع)

- عُرف أهل بيت النبوة (ع) بالكرم، وكان إمامنا الصادق (ع) علماً من أعلام الكرم في زمانه، وقد رويت في ذلك روايات عديدة، وهو أمر نابع -في جانب منه- من ثقته العظيمة بالوعد الإلهي: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ:39].
- في الكافي أنه (ع) قال لمحمّد ابنه: (يا بني، كم فَضَلَ معك من تلك النفقة؟ قال: أربعون ديناراً. قال: اخرج فتصدقْ بها، قال: إنه لم يبق معيَ غيرُها، قال: تصدق بها، فإن الله عزّوجل يُخلفُها، أما علمت أن لكل شيء مفتاحاً، ومفتاح الرزق الصدقة؟ فتصدَّقْ بها. ففعل، فما لبث أبو عبد الله (ع) عشرة أيام حتى جاءه من موضعٍ أربعةُ آلاف دينار، فقال: يا بني، أَعطينا لله أربعين ديناراً فأعطانا اللهُ أربعةَ آلافِ دينار).
- وفي الكافي أيضاً بالسند أن رجلاً سأل الصادق (ع): (قلت له: جُعلت فداك، بلغني أنك كنت تفعلُ في غلّة عينِ زياد شيئاً، وأنا أحب أن أسمعه منك. قال: فقال لي: نعم، كنت آمر إذا أدرَكَت الثمرة أن يُثلَمَ في حيطانها الثَّلَمَ ليدخل الناسُ ويأكلوا، وكنت آمر في كل يوم أن يوضع عشرُ ثُبَنات) صواني (يقعد على كل ثُبَنة عشرة، كلّما أكل عشرة جاء عشرةٌ أخرى، يُلقى لكل نفس منهم مُدٌّ من رُطب. وكنت آمر) بإرسال شيء من المحصول (لجيران الضيعةِ كلِّهم، الشيخِ والعجوزِ والصبيِّ والمريضِ والمرأةِ ومَن لا يقدر أن يجيء فيأكل منها، لكلِّ إنسانٍ منهم مُد، فإذا كان الجُذاذ) الحصاد (أوفيتُ القُوّامَ والوكلاءَ والرجالَ أُجرتَهم، وأحملُ الباقي إلى المدينة، ففرَّقتُ في أهل البيوتاتِ والمستحقين الراحلتين والثلاثةَ والأقلَّ والأكثرَ على قَدَرِ استحقاقِهم، وحصل لي بعد ذلك أربعمائةُ دينار. وكان غلتُها أربعةَ آلافِ دينار). اللهم اجعلنا من المهتدين بهديهم.