البرنامج الأمثل لادارة الدولة وقيادة المجتمع ١٠- السيد حسين بركة الشامي

من الأمور التي يبتلى بها الحاكم في ادارة الدولة هي كثرة المتصيدين بالماء العكر، وهم السعاة الذين يبحثون وراء المسلمين والمخلصين لمعرفة عيوبهم، ونقاط ضعفهم لغرض كشفها، وفضحها أمام الحاكم، والمسؤول تزلفاً له وتقرباً لموائده وعطاياه.

فعلى الحاكم أن يترفع عن الاستماع الى هؤلاء المرضى، ويبعدهم عن دائرة عمله وادارته، ويستر على الناس عيوبهم، وأن يتمتع بالحلم والتغافل عن هذه العيوب ولا ينشغل بها، فان الاصغاء لهذه الوشايات والتأثر بها لا يليق بذوي النفوس الكبيرة ورجال الدولة وقادة المجتمع، ولا ينسجم مع موقعهم الحساس والمهمات العامة، انما مهمة الحاكم ستر العيوب وحفظ الحرمات والتغافل عن الجزئيات والصغائر.



قال الشاعر:

ليس الغبي بسـيد ٍ في قومه

بـل انّ سيد قومهِ المتغابي



وهذا لا يعني أن يظل الحاكم والمسؤول في غفلة دائمة عما يجري حوله وفي دائرة عمله، فيجب ان يفتح عينيه ويراقب بوعي الأشخاص والأحداث والتحركات، وعليه أن يجمع المعلومات ويختزن الملاحظات، الا أنه لا ينبغي أن يتعجل في الأحكام والقرارات، فليس من مسؤوليته ان يكشف ما وراء ظواهر الأشياء، اذا كان ذلك لا يؤثر على مسيرة عمله، فان المهم أن يحقق أهدافه المرسومة دون الانشغال بالجزئيات والشائعات

تاريخ النشر 21/11/2009