خطبة الجمعة 20 شعبان 1442: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: الاستعداد النفسي والعقلي


- روى الشيخ الصدوق عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: (دخلت على أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) في آخر جمعة من شعبان فقال لي: يا أبا الصلت، إنّ شعبان قد مضى أكثرُه، وهذا آخر جمعة منه، فتداركْ فيما بقي منه تقصيرَك فيما مضى منه).
- هذه ليست آخر جمعة من شهر شعبان لهذا العام، ولكن الإمام (ع) بحسب هذه الرواية ينبّه إلى الاستعداد لشهر رمضان قبل الدخول فيه، كي لا يكون دخولنا في شهر الله فجائياً بلا استعداد روحي ونفسي وفكري بحيث يكون الفارق كبيراً بين أوضاعنا ما قبل شهر رمضان وخلاله.
- وهذا شيء طبيعي جداً... افترض لاعباً رياضياً يريد أن يدخل في مباراة أو مسابقة من دون إحماء بدني واستعداد نفسي وعقلي، وبحسب الاصطلاح الدارج: دون الدخول في أجواء المباراة أو المسابقة، فهل سيكون أداؤه بنفس مستوى أدائه لو أنه استعد دنياً وعقلياً وروحيا؟
- وهكذا نجد أن اليوم الدراسي لا يبدأ في المدارس إلا بعد تمارين رياضية تنشيطية تهيئ التلاميذ لتلقّي المادة الدراسية في الفصول، ومن سلبيات الدراسة عن بعد كما هو الحال في أيام جائحة كورونا أن كثيراً من التلاميذ يبدأون يومهم الدراسي فور استيقاظهم من النوم، بل إن بعضهم يدرس وهو ما زال في فراشه، مما يقلل من قدرتهم الاستيعابية وتفاعلهم مع الحصة الدراسية.
- وبالتالي، كلما كان الاستعداد أسرع، كلما كانت النتائج أفضل... ولذا ارتأيت أن أذكر الوصايا التي قدّمها الإمام الرضا (ع) قبل وقت كاف للتدارك... وسأضع هذه الوصايا في نقاط أعرضها في الخطبة الثانية بإذن الله تعالى.