خطبة الجمعة 13 شعبان 1442: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: الكهف الحصين

- كانت لنا في الأسبوع الماضي وقفة مع الصلوات الشعبانية، ولنا في هذا اليوم وقفة أخرى: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، الكَهْفِ الحَصِينِ) عندما هرب فتية مؤمنون من بطش قومهم ومن ضغوطات الشرك والباطل خوفاً على إيمانهم وعلى أنفسهم فإنهم لجأوا إلى كهف حصين يحتمون به: (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا) [الكهف:16].
- محمد وآلُ محمد بمثابة الكهف الحصين الذي يأوي إليه المؤمنون ليجدوا فيه الأمان من الشرك والباطل والفساد والظلم والانحراف والبدع والضلالة والمنكر والفواحش، لأنهم مع الحق والحق معهم، فلا تجد عندهم إلا الإيمان والتقوى والحق والخير والعدل والصلاح والمعروف.
- من أراد الفرار من الظلمات إلى النور، فعليه بكهف محمد وآل محمد.. الكهوف وإن كانت مظلمة في ذاتها، إلا أن هذا الكهف الحصين كهف نوراني لا يماثله أي كهف آخر، لأنه صنع الله، و: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) وأين تجد هذا النور؟ (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا
تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) [النور:35-37].
- ومن يلجأ إلى هذا الكهف سيجد كلَّ الترحيبِ والرعايةِ والإغاثةِ والأمان: (الكَهْفِ الحَصِينِ، وغِيَاثِ المُضطَّرِّ المُسْتَكينِ، ومَلْجَأِ الهَارِبِينَ، وعِصْمَةِ المُعْتَصِمِينَ).
- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً كثيرةً تكونُ لهُمْ رِضاً، ولِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أداءً وقَضاءً بِحَوْلٍ مِنكَ وقُوَّةٍ يا رَبَّ العَالَمينَ.