خطبة الجمعة 6 شعبان 1442: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: سفن النجاة

- في ذكرى المواليد المباركة في بداية شهر شعبان، نتوقف قليلاً مع الصلوات الشعبانية: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ) هذه الشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
- (ومَوْضِعِ الرِّسَالَةِ ومُخْتَلَفِ المَلائِكَةِ، وَمَعْدِنِ العِلْمِ، وأهْلِ بَيْتِ الوَحْيِ) لأنها من (بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)
- (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الفُلْكِ الجَارِيَةِ في اللُّجَجِ الغَامِرَةِ، يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَها ويَغْرَقُ مَنْ تَرَكَها) فهم سفن النجاة.. هذه السفن ليست راسية عاطلة، بل متحركة في وسط الأمواج العاتية، أمواج الكفر والباطل والظلم والفساد، لا تنحرف عن مسارها، ولا تتردّد في التقدم بثبات، ولا تتراجع عن هدفها.. فهي سفن عظيمة تتفوّق على كل التحديات مهما عظُمت، ومن يلتحق بها ويصارع معها تلك الأمواج العاتية والتحديات الصعبة فإنه سيأمن من السقوط في المهاوي.
- وهي الفُلك الوحيدة التي تمتلك هذه العظمة والقوة المتانة في وسط هذه اللجج الغامرة... ومن هنا كان (المُتَقَدِّمُ لَهُم مارِقٌ، والمُتَأخِّرُ عَنهُم زَاهِقٌ، واللاَّزِمُ لَهُم لاحِقٌ... اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً كثيرةً طيبة تكونُ لهُمْ رِضاً، ولِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أداءً وقَضاءً بِحَوْلٍ مِنكَ وقُوَّةٍ يا رَبَّ العَالَمينَ).