خطبة الجمعة 7 رجب 1442: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: أدِّ ديونك للناس

وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليماً.
- روى الصدوق والكليني والطوسي عن أبي ثُمامة، قال: (قلت لأبي جعفر الثاني (ع): إني أريد أنْ ألزمَ مكة أو المدينة، وعليَّ دَيْن، فما تقول؟).
- فهذا السائل أراد هجرة بلده والسكنى في أحد الحرمين، مكة أو المدينة، جواراً لبيت الله الحرام، أو لمرقد رسول الله (ص)، وانقطاعاً للعبادة، وتقرباً إلى الله تعالى، وما أعظم هذا الجوار!
- ولكن في البين عائق، وهي أن الرجل مَدين، وبخروجه من بلده لن يستطيع أن يعمل ليسدِّد
دينَه، إذ من تبعات لزومه مكة أو المدينة هو الكفاف والاكتفاء بأدنى مستوى من الحياة، أو قد يصعب عليه أن يوفي دينه ويوصله للدائن وهو بعيد في الحجاز، ولربما خرج للسفر ومات في الطريق قبل أداء الدين (فقال: ارجع فأدِّه إلى مؤدَّى دَينِك) أي إلى أن تقضي كلَّ ما عليك من دَيْن (وانظر) أي اهتم واعتن (أن تلقى الله تعالى وليس عليك دَيْن، إنَّ المؤمنَ لا يخون) ولا يهرب من ديونه للناس ولو بذريعة التعبّد مثلاً.
- حقوق الناس أمرٌ عظيم في نظر الإسلام، وهو أمرٌ لا تهاون فيه، سواء أكان الحقُّ في صورة قرضٍ اقترضتَه، أو مَظلمةٍ كنتَ مطالَباً بِردِّها، أو مُؤخَّرِ صداقٍ حان وقتُ سداده أو طالبَت به الزوجة، أو ثمنِ بضاعةٍ تم تأجيلُه وحان وقتُه، أو غيرِ ذلك مِن صور الديون التي هي أعم من عنوان القرض، وكما قال إمامنا الجواد (ع): (وانظر أن تلقى الله تعالى وليس عليك دَيْن، إنَّ المؤمنَ لا يخون).