الشيخ علي.. صح لسانك ـ مقال للدكتور عبدالمحسن دشتي

في خضم العرس الديمقراطي نرى حرص الشيخ علي حسن على إذكاء وترسيخ الروح الوطنية وتحفيز الشباب على حب الكويت، بعيدا عن أي نفس طائفي أو قبلي أو ما شابه، والأهم تشجيع الشباب على مخاطبة العقل بعيدا عن العاطفة في اختيار الأحسن لكي تتحقق رغبة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه.
في عالم تعددت فيه منابع التأثير الثقافي الغث منه والسمين وذلك نتيجة لانتشار العدد الهائل من الفضائيات مما جعل المعلومة بغض النظر عن قيمتها وأهميتها في متناول اليد... وفي عالم بتنا فيه في أمس الحاجة إلى من يخاطب عقولنا ويقربنا على اختلاف مذاهبنا ويجمعنا على حب الكويت... وفي عالم غدا فيه أسلوب العنف والتشنج والهجوم هو الأسلوب الأمثل في التعاطي مع الكثير من القضايا الحياتية.. وجدت ضالتي في شخصية وفكر سماحة الشيخ علي حسن غلوم إمام مسجد «خاتم الأنبياء» صلى الله عليه وعلى آله وسلم. لقد دأب سماحة الشيخ علي حسن على مخاطبة العقل في كل خطبه ودروسه الدينية مبتعدا عن تهييج العواطف والمشاعر.. في كل دروسه هو يسلك الأسلوب العلمي في شرح الكثير من الممارسات التي قد تمارسها شريحة كبيرة من مجتمعنا التي غالبا ما تسيرها عاطفتها فتحيد أحيانا عن جادة الصواب.. فعندما يتطرق مثلا إلى موضوع إساءة الغرب إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله سلم يتناول الموضوع بمخاطبة العقل بعيدا عن العاطفة كأسلوب لإقناع الغرب بعظمة شخصية الرسول الأعظم... وعندما يتطرق إلي موضوع الوسطية والتقريب بين المذاهب فإنه أيضا يتناول الموضوع عن طريق مخاطبة العقل بعيدا عن العاطفة. وعندما يتطرق إلى موضوع أدبيات الثورة الحسينية يخاطب العقل مرة أخرى حين يقول أن أغلب ما نقرأ أو نسمع عن أدبيات الثورة الحسينية هي تتناول الجانب العاطفي المأساوي لهذه الثورة وتهمل دون قصد الجانب القيمي الأخلاقي لهذه الثورة العظيمة وذلك بسبب الموروث الذي بتنا نمارسه دون إبراز الجوانب الأكثر أهمية.. علما أن سماحة الشيخ يصر على أنه لا يلغي الجانب العاطفي بل يعتبره جانبا مهما علينا الحفاظ عليه إلا إنه من واجبنا أيضا أن نقوم بإبراز القيم الأخلاقية ولاسيما الإباء والشموخ وغيرها الكثير مما تركز عليه الثورة. ومما دفعني إلى كتابة هذا المقال ونحن في خضم العرس الديمقراطي هو حرص سماحة الشيخ على إذكاء وترسيخ الروح الوطنية وتحفيز الشباب على حب الكويت بعيدا عن أي نفس طائفي أو قبلي أو ما شابه والأهم تشجيع الشباب على مخاطبة العقل بعيدا عن العاطفة في اختيار الأحسن لكي تتحقق رغبة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه. ولعل هذا الفكر العقلاني المنطقي المتفتح لا يتوافق مع ممن لا يهوى ثقافة التغيير إلى الأفضل إلا أنني كلي أمل أن تجد فئة المثقفين وخصوصا شريحة الشباب ضالتها في تبني كل الأفكار المعتدلة والنيرة لسماحة الشيخ علي كما أتمنى أن يكون هناك بروز إعلامي للفكر المستنير لهذا الشيخ الجليل. وأخيرا صح لسانك... سماحة الشيخ.