ما هي ميزة المنهج الإسلامي على باقي المناهج في مسألة الأمل وبتعبير آخر ما هي الأسس:التي يبتنى عليها الشعور بالأمل

إنّ كلّ الاتجاهات تعتبر أنّ الأمل يمثّل حالة إنسانية فطرية كما عرفنا ذلك من خلال ما ورد من أحاديث أشارت إليها المحاضرة وقد قال الشاعر

أعلّل النفس:بالأمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

فالأمل هو حالة إنسانية ولكن في المبادئ الأخرى ولا سيما الماديّة التي لا تفتح الإنسان على الإيمان بالله وما يوحيه الإيمان به من قدرة على تخطي اليأس:عندما يصطدم أحدهم بالمشاكل المادية بالمستوى الذي لا يجد فيها أيّة ثغرة ينفذ منها إلى الأمل يقع في اليأس:ولذلك نجد أنّ الذين ينتحرون بسبب اليأس:هم الذين لا يؤمنون أو الذين يعيشون في غفلة عن إيمانهم أمّا الإنسان الذي يؤمن بالله فإنّه لا يمكن أن يشعر بالانغلاق المطلق وهذا ما نستوحيه من قوله تعالى {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً}[الطلاق؛2] وكلمة يجعل له مخرجاً تشير إلى أنّ الإنسان الذي يتقي الله والذي يبقى ينتظر الفرج والمخرج حتى لو سدت كل الأبواب في وجهه

وهذا هو سرّ حركة الأمل في معنى الإيمان بالله وقيمة المنهج الإسلامي في الأمل هو أنّه كما لاحظنا فيما تلوناه من آيات وأحاديث أن يمنهج لك الأمل بمعنى أنّه يجعله مؤطراً بواقع الحياة فلا يغلق عنك باب الأمل ولا يجعله خيالياً بعيداً عن الواقع بل يجعل الأمل متحركاً في نطاق الأجل بحيث يكون أملاً واقعياً ينفتح على القضايا التي تبني الحياة ولا تسقطها