الملا علي حمود مكي المتروك

ولد المربي الفاضل الملا علي حمود مكي المتروك في المطبة بمنطقة الشرق بالكويت عام 1339هـ / 1921م. وتلقى تعليمه الأولي لدى الملا عابدين وغيره من مدرسي ذلك العصر، وكان من أبرز مدرسية الملا عابدين والملا يعقوب الناصر، وقد درس على يديهما قراءة القرآن الكريم ومبادئ الفقه واللغة العربية والحساب، وكان من أبرز زملائه خلال فترة دراسته الأديب المرحوم عبد الرزاق البصير. وبعد أن أكمل تعليمه، بدأ يستقبل التلاميذ في منزله الخاص الواقع على شارع دسمان في منطقة الشرق بالقرب من مسجد الماص. كما افتتح مدرسة أهلية في منطقة القطيف بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وكانت الدراسة في مدرسته تنحصر في الفترة الصباحية فقط. وبعد انتهاء عمله بالتدريس انتقل الى تجارة العقار والسفر للتجارة الحرة.

وعلى الرغم من أنه عرف عنه الجد والحزم أثناء فترة تدريسه التي كان يمارسها بنجاح واقتدار، إلا أنه كان مرحا مع أصدقائه وصاحب نكته يوازن بين الجد الهزل ويضع كلا في موضعه.لقد كان المربي الفاضل الملا علي من الرجال الأذكياء، فقد كان يعمل بتركيب التوصيلات الكهربائية، وأعمال النجارة، وبعض الحرف اليدوية بشكل متقن، وليس هذا بحد ذاته بالأمر الغريب فهذا ما يتقنه الكثيرون غيره، ولكن العجيب في أمره أنه يتقن كل هذه الحرف اليدوية والخطرة في الوقت نفسه وهو فاقد لنعمة البصر، ولكن الله تعالى عوّضه بنعمة البصيرة فأتقن مالا يتقنه كثير من المبصرين.

قام بتأليف كتاب (الأسر الكويتية) وهو كتاب يعرّف بأهل الكويت ويوثق أسماءهم، وقد قامت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت بتكريمه بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على استقلال الكويت، وذلك في 14 من جمادي الآخر عام 1406هـ الموافق 23 من فبراير عام 1986م، وذلك في تكريمها لرجالات الكويت الذين ساهموا في رفعتها. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.