يقول تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دُخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين}[فصلت:11]. فما معنى الإتيان طوعاً؟

هذا وارد مورد الكناية وليس معناها أن للسماء أو الأرض عقلاً ووعياً حتى يخاطبها الله بهما فكأنه أراد أن يبيّن أن السماء والأرض مزوّدتان بنظم وبقوانين تتحركان على ضوئها تماماً كما لو كان لهما عقل فتطيعان الله في ذلك فهي إطاعة تكوينية وليست إطاعة اختيارية، وهي واردة على نحو الكناية او التصوير كما في قوله تعالى {إنَّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان}[الأحزاب:72]. فليس معنى ذلك أنه تحدّث مع الجبال والسماوات والأرض إنما أراد أن يبين الأمانة فيما لو عرضها على السماوات والأرض والجبال لتتحمل مسؤولية أنفسها وتحاسب أمام الله لأبت. أما الإنسان فقال إني لها ولم يكن لها {إنه كان ظلُوماً جهولا}.