جاء في كتاب (كيف تكسب الأصدقاء) الذي يبحث في فن العلاقات الإنسانية أن الإنسان أي إنسان يكره توجيه الأوامر إليه وإنما تقدم إليه بصيغ أخرى كأن تكون على شكل أسئلة، بينما في القرآن كما في وصية لقمان {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} [لقمان:17]. فكيف تقيمون المنهج الأخلاقي الغربي؟

إن النفس الإنسانية تعيش على أساس تلقي الأوامر، لكن من الذي يأمر؟ وكيف هو أسلوب الأمر؟ إن الله تعالى عندما يأمرنا وهو خالقنا فإننا لا نشعر بمشكلة من خلال هذا الأمر لأن الله هو الذي خلقنا وهو الذي يعرف ما يصلحنا ويفسدنا وهو الذي يرغبنا بأننا إذا أطعنا هذه الأوامر فإنه يعطينا رضوانه ويدخلنا جنته، وهكذا الحال إذا تلقيت الأوامر ممن تجد أن من شأنه أن يطلق لك الأوامر كنبي أو كإمام أو كقائد وما إلى ذلك.

ولكن متى نرفض الأوامر؟ نرفضها عندما تنطلق من إنسان بطريقة تضطهد كرامتنا ويسيء بها إلى نفسيتنا. أما الحياة فنجد أنها تنطلق في خط إصدار الأوامر ممن يملك الأمر ويعتقد الإنسان أن من يملك الأمر هو الله تعالى. وعندما ندرس وصايا الأنبياء فإننا نجدها تفيض الإنسانية، سيما عندما يتحدث النبي(ص) بصفته ناصحاً مشفقاً يخاف على قومه {إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} [الأعراف: 59]. حتى أن الله سبحانه وتعالى وهو يأمرنا فإنه يتحدث إلينا بكل حنان {وقال ربكم إدعوني أستجب لكم} [غافر:60]. {فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان} [البقرة:186]. قريب لأحلامكم ولآمالكم ولمشاكلكم {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} [البقرة:186].