خطبة الجمعة 15 صفر 1442: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: الأمير الراحل.. إنجازات ومواقف

أتقدم باسمكم وباسم إدارة المسجد بأحر التعازي لأسرة الصباح الكريمة خاصة، وللكويت وشعبِها عامة، لوفاة قائدها وأميرها الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
أنا شخصياً تلقيت التعازي من خارج الكويت من عدد من الأصدقاء في دول عربية بعد دقائق فقط من إعلان النبأ، وكانت تعازيهم مقرونة بالثناء على الأمير الراحل.
بل حتى قبل رحيله خلال السنوات الأخيرة الماضية، عندما كنت أتعرّف على بعض الشخصيات من أنحاء العالم، سواء في المؤتمرات أو غير ذلك، كانت أولى انطباعاتهم عن الكويت تتضمن
الإشادة بالأمير الراحل والثناء عليه.
الأمير الراحل كان امتداداً لأسلافه في الحكم، بعنايتهم بالمحافظة على استقرار الكويت وتحقيق رفاهية العيش فيها، ولذا كان – وعلى الدوام - يوصي بالكويت خيراً، ويحث الحكومة والمجلس على العمل لأجل رقيها.
أما على المستوى الدولي، فقد حقق الأميرُ الراحل إنجازاتٍ مميزة للكويت، الصغيرة بحجمها، الكبيرة بمواقفها وعطاءاتها، إذ جعل الكويت مركزاً للإنسانية في العالم بفضل المساعدات الكريمة التي تم تقديمها للدول والهيئات والمؤسسات العالمية.
كما وجعل الكويت – بفضل سياساته الحكيمة والمتوازنة - محوراً للسلام في المنطقة، سواء فيما يخص الأزمة الحاصلة بين بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي، أو أحداث البحرين ضمن ما يُعرف بالربيع العربي، أو الأوضاع في اليمن، وغير ذلك.
أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فالكل يعلم الموقف الحازم والحاسم للكويت أميراً وحكومةً وشعباً، والإصرار على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني على الرغم من الضغوطات الكبيرة التي مورست بحقها، ونتطلّع للمحافظة على هذا الموقف بقوة في المرحلة القادمة.
لقد حرصت أسرة الصباح الكريمة على مشاركة الشعب في اتخاذ القرار والرقابة والتشريع من خلال التوافق على الدستور الكويتي، وهذا التوافق كان من أهم أسس استقرار الوطن وازدهاره، وقد ضَمِن الدستورُ الانتقالَ الآمن والسلسل لمسند الإمارة لسمو ولي العهد وبمشاركة الشعب من خلال نوابه. نسأل الله تعالى أن يوفق سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها الكويت محلياً ودولياً، لاسيما في مواجهة ومعالجة الملفات المتعددة المتعلقة بأمن الوطن واستقراره والمحافظة على ازدهاره الاقتصادي، بالإضافة إلى تلك المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية الشائكة. اللهم اجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين.