ما هو المعنى الواضح لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم} [المائدة: 105]. هل تعني عدم الاهتمام بالناس وعدم النهوض بالمسؤولية كما يقول البعض، أم ماذا؟

هذه الآية تريد أن تقول للإنسان إن ضلال غيرك لا يضرك عندما تكون مهتدياً، و{عليكم أنفسكم} أي حاولوا أن تتعرفوا مسؤولياتكم.. وعليك نفسك أي ينبغي أن تسعى لإنقاذها من النار وأن تقربها من الجنة وأن تدفعها إلى أن تعيش مسؤولياتها أمام الله، ومن مسؤولياتنا هي أن ندعو الناس إلى الحق وأن نهديهم إلى الله. فالآية واردة في مقام أنك عندما تقوم بمسؤوليتك ولا يتقبل الناس ذلك، أو عندما تعيش في موقع لا تستطيع فيه تحريك مسؤوليتك ويضل من يضل من أقربائك ومن أصدقائك ومن الناس الآخرين فسوف لن تسأل عنهم إلا بقدر مسؤوليتك عنهم وإنما تسأل عن نفسك.

وهي أشبه إلى حد ما بقوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام:164]. أي أن كل إنسان يتحمل مسؤوليته وليس معنى ذلك أن لا تهتم بالناس فـ{لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم} [المائدة:105]. يعني أنكم لا تتحملون مسؤولية ضلال الآخرين ولا تعاقبون على ضلالهم مهما كانت قرباكم ولكن بشرط أن لا تكونوا مسؤولين عن ضلالهم فلا تقصرون في هدايتهم ودعوتهم إلى الحق.