الصدقة الجارية - الشيخ علي حسن - مجلس الحسينية الكاظمية 1442هـ

في الكافي في الحديث المعتبر عن معاوية بن عمار قال: (قلت لأبي عبدالله - الإمام جعفر الصادق - «عليه السلام»: ما يلحق الرجل بعد موته؟ فقال: سُنّة سنّها يُعمل بها بعد موته، فيكونُ له مثلُ أجر مَن عمل بها من غير أن يُنتقص من أجورهم شيء، والصدقة الجارية تجري من بعده، والولد الصالح يدعو لوالديه بعد موتهما ويحج ويتصدق عنهما ويعتق ويصوم ويصلي عنهما. فقلت: أشركهما في حجي؟ قال: نعم). والمراد هنا الحج المستحب.
من عناوين الإنفاق والعطاء في سبيل الله الصدقةُ الجارية، وأوضح مصاديقها الأوقاف، وهي صدقاتٌ تبقى عينُها عادة لمُدَدٍ طويلة، وتكون غالباً أكثرَ نفعاً من الصدقات المعتادة، ولها صور كثيرة، وإن كان الناس يحصرونها غالباً في قوالب محددة من قبيل المسجد والحسينية.
• أهمية الوقف:
قيل إن نظام الوقف ابتكار إسلامي، ولم يكن معروفاً من قبل، ولكن التتبع التاريخي يظهِر أن ما يشبه نظام الوقف الإسلامي كان معروفاً عند البابليين والفراعنة وسواهم، حيث كانت توقف الأراضي للمعابد والكهنة بحيث ينتفعون من ريعها، بل ولها أنواع كوقف الذرية وما شابه. وهكذا بالنسبة إلى نظام الولاية عليها، وعند المسيحيين أيضاً ما يشبه ذلك.
ولكن من المعلوم أن الإسلام أولى عناية خاصة بالأوقاف، وبقيت آثارها واضحة إلى اليوم. وكان أهل بيت النبوة وعلى رأسهم الإمام أمير المؤمنين علي «عليه السلام» أحد المهتمين البارزين عبر التاريخ الإسلامي في الأوقاف على الفقراء عموماً، وعلى الذرية على وجه التحديد، وذلك لعلمه بما ستواجهه هذه الذرية من محاربة من قبل السلطات الحاكمة على عدة أصعدة، ومن بينها الصعيد المالي.
قال عمر بن شبة النميري البصري في (تاريخ المدينة): (لما أشرف علي «رضي الله عنه» على يَنبُع فنظر إلى جبالها قال: لقد وُضِعَت على نقيٍّ من الماء عظيم). وأشار ابن شبة إلى العيون التي استنبطها والبساتين التي أنشأها حولها فقال: (وكانت أموال علي «رضي الله عنه» عيوناً متفرقة بينبع) ثم عدّد أسماءها، وهي القرية المعروفة اليوم باسم ينبع النخل لا الميناء، وتبعد 160 كم عن المدينة المنورة غرباً، وضمّت سابقاً 360 عين ماء جارية تمتد إلى أكثر من 10 كم، ينشط منها حالياً 11 عيناً. وقد سميت بعض أعين الماء بأسماء بعض الأئمة «عليهم السلام» مثل عين علي، وعين حسن، وعين حسين، ويوجد فيها قبر الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو ممن حضر كربلاء وأصيب فيها بشدة، وبقي بعدها حياً، وكان زوج السيدة فاطمة بنت الإمام الحسين.
ثم قال ابن شبّة: (وكان له أيضاً صدقات بالمدينة) وبعد أن ذكرها قال: (ولعلي «رضي الله عنه» في صدقاته «عين ناقة» بوادي القرى) أي شمال المدينة المنورة على بُعد 380 كم تقريباً. ثم ذكر أوقافاً في مناطق مختلفة من الجزيرة العربية ثم قال: (وهذه نسخة كتاب صدقة علي بن أبي طالب «رضي الله عنه» حرفاً بحرف...). أي أن الإمام كان يثبت ذلك بدقة كي لا تختلط الأموال ولا تضيع.
ومن نماذج ذلك ما رواه الإمام جعفر بن محمّد الصادق «عليه السلام» أنّه قال: (تصدّق أمير المؤمنين عليّ «عليه السلام» بدارٍ له في المدينة في بني زُريق) وهم من الخزرج، وكانوا يشكّلون كثرة فائقة ويسكنون في ناحية مسجد الغمامة الواقع إلى الغرب من المسجد النبوي، إلى باب العوالي القريب من سور البقيع في الجهة الجنوبية المقابلة للمسجد النبوي الشريف (وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تصدّق عليّ بن أبي طالب وهو حيّ سويّ، تصدّق بداره التي في بني زُريق صدقة لا تُباع ولا تُوهَب ولا تُورَّث حتّى يرثها الله الذي يرث السماوات والأرض، وأسكَنَ هذه الدار الصدقة خالاته ما عشن، وأعقابهنّ ما عاش أعقابهنّ، فإذا انقرضوا فهي لذي الحاجة من المسلمين. شهد الله).
ومن أبرز المهتمين بالأوقاف الإمام الكاظم «عليه السلام» أيضاً. ولكثرة ما أوقف شب نزاع بين بعض إخوة الإمام الرضا معه «عليه السلام» حيث جعله أبوه وصياً عليها، فحسدوه وبغوا عليه.
• العناية بكتابة الصدقات الجارية:
واليوم عندنا مشكلة فيمن يوقفون، ومن يكتبون وصاياهم، ومن يتبرعون، ومن يوصون شفاهاً، من حيث عدم وضوح المقصود، أو التعارض بين العبارات في نفس النص الواحد، أو تعدد النصوص بلا تأريخ، أو عدم الاهتمام بشخص الوصي أو المتولي، أو عدم تعيينه، أو من يكون من بعده. وعند وفاة الموصي المتبرع يقع الوصي أو الورثة أو المتولّون في حيرة من أمرهم في تنفيذ ذلك العمل الخيري أو الاستمرار فيه، ولربما تقع في يد من لا صلاحية أو لا دين له، فتضيع وجوه الخير. وهذا يستدعي من الإخوة والأخوات مراجعة أهل الاختصاص، والتأكد من وضوح الأمر لدى الوصي قبل الإقدام على الأمر أو تنفيذه، ودقة وحُسن اختيار المتولين والأوصياء.
ولذا نشهد نزاعات بين الورثة، أو بين بعض الورثة والمتولين، أو ضياع الأوقاف والصدقات الجارية، والوصايا، والسبب هو عدم وضوح هذه الوصايا أو النصوص، أو الاكتفاء بكونها شفوية، أو تغيير بعض جزئياتها شفوياً دون تدوين. وقد تقوم الصراعات أحياناً بسبب الطمع بين الأطراف المتنازعة على الوقف، لاسيما إذا كان المردود المالي للعين الموقفة كبيراً، أو كان في الولاية عليها وجاهة أو سبباً للنفوذ إلى بعض المؤسسات الدينية أو غير ذلك.
قال المرجع الراحل الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء: (فالأوقاف الخيرية العامة ألعوبة في أيدي المتنفذين، يستغلونها لمآربهم الخاصة، والأوقاف الخاصة للذرية صارت من أقوى أسباب الفتن والبغضاء، ومن أشد دواعي تقاطع الأرحام، بل كثيراً ما ينجر الأمر إلى خراب الوقف واضمحلاله فضلاً عما يترتب عليه من تلف الأموال بل النفوس وإثارة الدعاوى والخصومات).
ولنلاحظ التفاصيل والدقة في تثبيت الدين كما أوصانا بذلك القرآن الكريم، علماً بأن الدين أشمل من القرض:
1. فإذا قسّمت مهر الزوجة إلى مقدم ومؤخر، فالمؤخر دين، في حال أنه ليس بقرض.
2. وإذا أصبت أحداً فجرحته مثلاً، أو ألحقت الضرر بممتلكاته، كسيارته مثلاً، فأنا مدين له، وإن لم يكن في البين عملية اقتراض.
3. وإذا اشتريت من أحد بضاعة ولم أسدد له الثمن، فأنا مدين له، وإن لم أقترض منه شيئاً.
والأمثلة عديدة، وعلى كل حال ينبهنا القرآن الكريم إلى ضرورة التدوين فيما له علاقة بحقوق الناس: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ{.
وهكذا نجد في أمر الوصية توصيات أخرى فيما لو لم تتوفر إمكانية الكتابة: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ{ من المؤمنين }أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ{ أي عدلين من غير المؤمنين كالكتابيين }إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ، فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ، ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ{.
• العناية بالحاجات الضرورية:
والخلل الآخر هو عدم مراعاة الاحتياجات الحقيقية عند الوقف، فقد تقام المشاريع الوقفية الخاصة في منطقة ما، مع وجود مثيلاتها فيها وسدّها للحاجة، كإنشاء مسجد أو حسينية في منطقة كأمر تستدعيه وجاهة الواقف، بغض النظر عن عدم حاجة هذا الموقع، ووجود الحاجة إليها في مناطق أخرى قد لا تحقق له من خلالها هذه الوجاهة، وبغض النظر عن الحاجة الفعلية إلى البدائل من قبيل المراكز العلمية والصحية والخدماتية وما شابه. كما قد لا يلحظ التطور في العناوين المشمولة في الأوقاف، فالوقف للدعوة إلى الإسلام - على سبيل المثال - كان يتم من خلال مشاريع محددة، كالوقف على المبلغين أو إنشاء مسجد أو حسينية وما شابه، أما اليوم فالوسائل الحديثة لنشر المعلومة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين الناس باتت ذات أهمية كبرى قد تتحقق من خلالها الأهداف المرجوة من الوقفية بصورة تتجاوز ما تحققه بعض الوسائل التقليدية.
وإذا كان الوقف بعد الممات من خلال الوصية يعد أمراً مهماً وذا قيمة عند الله، إلا أن الأروع من ذلك هو أن يقوم الإنسان بذلك وهو حي. فقد يسهل أن يتخلى الإنسان عن جزء من ماله بعد مماته، وقد تحثّه نفسه على ذلك أملاً في الحصول على مقابل أخرون، لأنه يعلم أنه لن يتمتع بهذه الأموال بعد مماته، ولكن أن يعطي وهو حي، ولا يتمتع بهذه الأموال وهو حي، فهذا مصداق من مصاديق التضحية والإيثار، وهي مدرسة كربلاء.
• أنصار الحسين:
مدرسة كربلاء عظيمة في تعلم دروس التضحية من أجل الآخَر.. في ليلة العاشر يأتي النداء من الحسين «عليه السلام» لأصحابه بأن يتركوه والقوم، في الخبر المروي عن الامام زين العابدين «عليه السلام» أنه قال: (جمع الحسين أصحابه بعدما رجع عمر بن سعد، وذلك عند قرب المساء قال علي بن الحسين: فدنوت منه لأسمع وأنا مريض فسمعت أبي وهو يقول لأصحابه: أثني على الله «تبارك وتعالى» أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن، وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة، ولم تجعلنا من المشركين، أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي. فجزاكم الله عني جميعا خيراً، ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، ألا وإني قد رأيت لكم، فانطلقوا جميعاً في حِل، ليس عليكم منّي ذمام. هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ثم تفرقوا في سوادِكم ومدائنكم حتى يفرّج الله، فإن القوم إنما يطلبوني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري. فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لِمَ نفعل؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبداً، بدأهم بهذا القول العباس بن علي. ثم انهم تكلموا بهذا ونحوه، فقال الحسين «عليه السلام»: يا بني عقيل! حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذنت لكم. قالوا: فما يقول الناس؟ يقولون: إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا! لا والله لا نفعل! ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا، ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك. وقال: فقام إليه مسلم بن عوسجة الاسدي، فقال: أنحن نخلي عنك ولما نعذر إلى الله في أداء حقك؟! أما والله حتى أكسر في صدورهم رمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك، حتى أموت معك. قال: وقال سعد بن عبد الله الحنفي: والله لا نخليك حتى يعلم الله انا قد حفظنا غيبة رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيك، والله لو علمت أنى أقتل، ثم أحيا، ثم أحرق حيا، ثم أذرّ، يُفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى القي حمامي دونك، فكيف لا افعل ذلك؟ وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً).