إذا كانت السنة مختلفاً فيها، فيها صحيح وفيها السقيم، فلماذا لا نلتجئ إلى تفسير القرآن بالقرآن، لا سيما وأن أهل البيت(ع) قد ذكروا في أحاديثهم أن القرآن يفسر بعضه بعضا، وبذلك نتجنب ما اختلف فيه المسلمون؟

يقول الله تعالى{وما آتاكم الرسول فخذوه}[الحشر:7]. فالقرآن وحده لا يكفي فالسنة جاءت لتفصل ما أجمله وتضع النقاط على الكثير من الحروف التي أوكل الله فيها المهمة إلى نبيه باعتباره المفسر الأول للقرآن. ولذلك فإن علينا أن نبحث ما صح عن النبي(ص)، وهناك أسس لمعرفة الصحيح من غير الصحيح لنثبت صحة هذا وعدم صحة ذاك حتى نأخذ بالصحيح ونترك غير الصحيح.

وللأسف فإن هناك اتجاهاً هذه الأيام يقول أن لا حاجة لنا بالسنة فالقرآن موجود، وهذا شيء خطير، فمن الخطأ والخطر أن نترك سنة النبي(ص) التي أكدها الله وأرادنا أن نعرف نبيه جملة وتفصيلا بأن نعرف ما آتانا وأن نعرف خُلُقه { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}[الأحزاب:21].