خطبة الجمعة 4 رجب 1441: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: الابتلاء بالأوبئة

- (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة:155-157].
- الابتلاء من طبيعة هذه الحياة، ومن سبُله الظهور المفاجئ للأوبئة التي تُهدد البشرية في الأنفس والأرزاق، وتسلب الإحساس بالأمن، وتدفع الناس إلى الهجرة من الأوطان، وغير ذلك.
- خلال التاريخ المسجّل للبشرية وقعت العديد من الأوبئة التي كانت تنشأ كمرض معدٍ في بيئة ما ثم تنتشر العدوى بشكل سريع ومفاجئ في رقعة جغرافية واسعة بسبب الحركة التجارية وغيرها.
- في سنة 165م، بدأ وباء (الطاعون الأنطوني) الذي انتشر في أوروبا وتسبب في وفاة 5 ملايين شخص تقريباً، وثلث سكان بعض المناطق، واستمر 15 سنة.
- وفي سنة 541م ظهر (طاعون جستنيان) وانتشر سريعاً في أرجاء الإمبراطورية البيزنطية وتسبب في وفاة ما بين 25-50 مليون شخص، من بينهم قرابة نصف سكان القسطنطينية.
- وفي 1918 ظهرت (الإنفلونزا الإسبانية) التي أدت إلى مقتل 25 مليون شخص حول العالم.
- وفي آخر عشرين سنة، انتشرت العديد من الأوبئة، مثل إنفلونزا الخنازير، وإنفلونزا الطيور، ولكن أرقام الضحايا – بحمد الله – أقل بكثير مما كانت تتسبب به الأوبئة في الماضي.
- فوباء سارس الذي ظهر سنة 2002 أدى إلى وفاة 800 شخص حول العالم، وتوفي بسبب إنفلونزا الطيور الذي ظهر سنة 2003 حوالي 400 شخص.
- وحتى بالنسبة إلى أخطر هذه الأوبئة - وفقاً لمنظمة الصحة العالمية - وهو إنفلونزا الخنازير الذي أودى بحياة الآلاف على مدى السنين الماضية، فإنّ الرقم لو قورن بمجموع سكان الأرض، فإنّ النسبة تُعد ضئيلة جداً مقارنةً بنسب الخسائر البشرية التي كانت تُخلّفها الأوبئة في الماضي.
- فما هي أسباب هذا الفارق الكبير في نِسب الخسائر البشرية؟ وما هي مسئولياتنا في إطار التهديد الحالي لتحوّل تفشّي فيروس كورونا المتجدد إلى وباء عالمي؟