خطبة الجمعة 24 ربيع الآخر1441: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: أيهما تختار؟

- عن النبي (ص): (أعدلُ الناس مَن رضي للناس ما يَرضى لنفسه، وكَرِه لهم ما يَكرهُ لنفسه).
- وعن علي (ع): (يَا بُنَيَّ، اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَيْرِكَ، فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَاكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا، وَلَا تَظْلِمْ كَمَا لا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ، وَأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْك،َ وَاسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَيْرِكَ، وَارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ).
- النصوص في مجال إنصاف الناس كثيرة، وهي تدفع باتجاه تقوية الوجدان الأخلاقي، بمعنى أن يكون الإنسانُ رقيب نفسه، لأن الله عز وجل قد جعل في فطرة الإنسان ما يمكّنه من ممارسة هذا الدور، وإن كان بحاجة أيضاً إلى الرقابة الخارجية.
- الرقابة الخارجية تتمثل في مثل: (المؤمنُ مرآةُ أخيهِ المؤمن)، و(صديقُك من صدَقَك لا مَن صدَّقك)، و(ليكن آثرَ الناس عندَك مَن أهدى إليك عيبَك، وأعانَك على نفسك).
- هذه ثلاث أدوات للرقابة الخارجية التطوّعية غير القانونية، الأخ المؤمن، والصديق، والناقد الإيجابي أياً كان هذا الشخص بالنسبة إليك، قريباً أم غريباً... ومع القانون وقنواته تُصبح لدينا أربعة أدوات.
- لكنْ وجود هذه الأدوات الخارجية لا يُغني الإنسان عن أداة الرقابة الذاتية، أي الوجدان الأخلاقي الحي، مضافاً إلى الشعور بالرقابة الإلهية بلحاظ أننا نؤمن بالآخرة، وما فيها من حساب.
- إن القانون الذي يعاقِب على مخالفته لن يتمكّن وحده من بناء مجتمع ناجح آمن ومتوازن في ظل غياب أو ضعف الدور الرقابي الذاتي لدى الفرد... بل إن الرقابة الذاتية أقوى وأهم من القانون، لأن رجال القانون قد يغيبون، وعيون الناس قد تكون غافلة أو غير ناقدة، ويبقى الضمير الإنساني على المحك... ضع نفسك مكان الآخرين واحكم على الموقف، إن قبلت به لنفسك فاقبله للآخرين، وإن كنت كارهاً له فلا تختر لنفسك وللآخرين إلا ما هو خير.