خطبة الجمعة 10 ربيع الآخر1441: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: فئات المجتمع في عهد الإمام علي للأشتر


- في مقطع من عهد الإمام علي (ع) لمالك الأشتر، يتحدّث الإمام عن:
1. فئات المجتمع وتنوعها بحسب وظائفها أو أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية.
2. حاجة كل فئة إلى الأخرى، وبالتالي حاجة المجتمع ككل لجميع هذه الفئات.
3. كيفية التعامل مع كل فئة وفق خصوصياتها.
- قال (ع): (وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ لاَ يَصْلُحُ بَعْضُهَا إلاَّ بِبَعْضٍ، وَلاَ غِنَىً بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْض).
- ثم يبدأ (ع) باستعراض هذه الفئات:
1. (فَمِنْهَا جُنُودُ اللهِ) أي رجال الأمن في داخل البلاد وخارجها.
2. (ومِنْهَا كُتَّابُ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ) وهم يمثّلون الموظفين الإداريين.
3. (وَمِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْلِ).
4. (وَمِنهَا عُمَّالُ الإِنْصَافِ وَالرِّفْقِ) وهم يمثّلون الموظفين الميدانيين.
5. (وَمِنْهَا أَهْلُ الْجِزْيَةِ وَالْخَراجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَمُسْلِمَةِ النَّاسِ) وهؤلاء يمثّلون أبناء الطبقة الوسطى والثرية من المجتمع المتنوّع دينياً، فلديهم فائض من المال أو مدخول جيد يستدعي أن تضع عليها الدولة ضريبة لتوظيفها في التنمية المجتمعية.
6. (وَمِنْهَا التُّجَّارُ وَأَهْلُ الصِّنَاعَاتِ) وهي الطبقة الاقتصادية الثرية.
7. (وَمِنهَا الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْمَسْكَنَةِ).
- بعد هذه التقسيمة لمكوّنات المجتمع، قام الإمام (ع) ببيان الأسباب التي تستدعي أن تتعاون هذه الفئات مع بعضها البعض في تحقيق التنمية والنهضة، وأن يقوم الحاكم بمسئولياته تجاهها كلها، بحيث أن إيقاع الظلم والإجحاف من قبل أية فئة بحق الأخرى وسوء استغلالها سيؤدّي إلى إحداث خلل في المجتمع ككل، ويكون باباً من أبواب تغلغل الفساد إليه، والنخر فيه من الداخل.
- ومن بين كلامه هذا قال: (وَلاَ قِوَامَ لَهُمْ جَمِيعاً إِلاَّ بِالتُّجَّارِ وَذَوِي الصِّنَاعَاتِ، فِيمَا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مِنْ مَرَافِقِهِمْ) أي معاملهم (وَيُقِيمُونَهُ مِنْ أَسْوَاقِهِمْ، وَيَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ بِأَيْدِيهِم) أي العمل بأيديهم في الحِرَف والصناعات (ممّا لاَ يَبْلُغُهُ رِفْقُ غَيْرِهِمْ) لأنهم ليسوا حرفيين.
- بعد ذلك قام الإمام (ع) بتقديم التوصيات لمالك الأشتر فيما يخص كل فئة من هذه الفئات... فماذا قدّم من توصيات وملاحظات بخصوص التعامل مع كبار رجال الأعمال والصناعة؟ هذا ما سأحاول تسليط الضوء عليه في الخطبة الثانية بإذن الله تعالى.