خطبة الجمعة 19 من صفر 1441: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: خطبتا الجمعة.. أحكام وآداب

- لخطبتي صلاة الجمعة أهمية خاصة، وعن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: (.... وإنما جُعلت الجمعة ركعتين من أجل الخطبتين، جُعلتا مكان الركعتين الأخيرتين...).
- بالطبع هذا لا يعني أن من جاء متأخراً، فلم يحضر الخطبتين، فلا تصح منه صلاة الجمعة، فقد روي عن الحلبي قال: (سألت أبا عبدالله (ع) عمن لم يُدرك الخطبة يوم الجمعة؟ قال: يصلي ركعتين، فإن فاتته الصلاة فلم يدركها فليصل أربعاً، وقال: إذا أدركتَ الإمام قبل أن يركع الركعة الأخيرة فقد أدركت الصلاة، وإن أنت أدركته بعد ما ركع فهي الظهر أربع).
- فالذي نفهمه من مجموع النصوص أن الله قد شرّع للناس صلاة الجمعة بخطبتين وركعتين، لأنه يريد من الناس أن يتعلّموا ويستفيدوا ويتّعظوا لا أن تقتصر علاقتهم به من خلال العبادة المحضة.
- ومن يُهمل ذلك أو يتعمّد التأخّر في الحضور فقد عمل على خلاف الغاية الإلهية من تشريع صلاة الجمعة بهذه الصورة الخاصة. ولذا لابد من مراعاة أمور في أثناء الخطبة، ومن بينها:
1- عن الإمام الصادق (ع) قال: (إذا خطب الإمامُ يومَ الجمعة فلا ينبغي لأحد أن يتكلم حتى يفرُغَ الإمامُ من خطبته).
2- ولربما البعض لا يتكلمون أثناء الخطبة، ولكنهم أيضاً يتشاغلون عنها بتلاوة القرآن، أو النظر في أجهزة الموبايل، أو القراءة من كتاب، أو بأداء صلاة، أو بغير ذلك، وقد روي عن محمد بن مسلم قال: (سألته عن الجمعة، فقال: ..... لا يصلي الناس ما دام الإمامُ على المنبر...).
- وقال بعض الفقهاء: (يجب الإصغاء إلى الخطبتين على الأحوط، بل الأقوى، ويشمل ذلك جميع الخطبة لمن يفهم معناها).
3- بل لو ألقى أحد الحضور السلام أثناء الخطبتين، فقد وردت رواية بكراهية الرد، ففي وسائل الشيعة عن علي (ع) أنه: (كان يَكره ردَّ السلام والإمام يخطب). ولربما قيّد بعض الفقهاء الكراهية في حالة ردّها مِن قبل أحدهم، لا مطلقاً.
4- مراعاة استقبال القِبلة كما هو الحال في أثناء الصلاة، فعن أبي عبد الله (ع) قال: (قال رسول الله (ص): كلُّ واعظٍ قِبلة) أي عندما يعظكم أحد الناس، فاستقبلوه احتراماً وتقديراً وتحقيقاً للاستفادة القصوى. ثم علّق الإمام الصادق (ع) على ذلك مستفيداً من كون خطيب الجمعة في مقام الوعظ فقال: (يعني إذا خطب الإمامُ الناسَ يوم الجمعة ينبغي للناس أن يستقبلوه).
- وإن لم يَصِل هذا الأمر إلى حد الوجوب عند الفقهاء، إلا أنه من الآداب التي ينبغي مراعاتها، وهو الوضع الطبيعي والمفترض حال الخطبتين.
- نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصّرنا بأمور ديننا ودنيانا وأن يوفّقنا لما يحب ويرضى.