خطبة الجمعة 7 محرم 1441: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: صلاة الجماعة خلف المذاهب الأخرى

- ذكرت في الأسبوع الماضي أن احترام المسجد وصلاة الجماعة والمسألة الشرعية، كل ذلك يفرض علينا أن لا نبدأ الصلاة فرادى في نفس المكان الذي تقام فيه الجماعة. وأن الأفضل أن نلتحق بالجماعة (ونعيدها إن لم تثبت لدينا عدالة الإمام)، أو نصلي فرادى بعد انتهائها.
- وقد بادر عدد من الإخوة إلى التساؤل عن شمولية ما ذكرت في حالة كون المسجد أو صلاة الجماعة مقامة من قبل أتباع المذاهب الأخرى.
- وسأجيب أولاً من خلال عرض بعض الروايات، ومن بينها ما هو معتبر السند، ومنها ما ليس كذلك، وهي على العموم تعضد بعضها بعضاً.
- عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: (من صلى معهم في الصف الأول كان كمن صلى خلف رسول الله (ص)). ويلاحظ أن الإمام لم يذكر مجرد المشاركة، بل الكون في الصف الأول أيضاً، ولعل ذلك للتشجيع على الالتحاق بهذه الجماعة، ومعالجة حالة التردد أو الامتناع لدى البعض.
- عن أبي علي - في حديث - قال: (قلت لأبي عبدالله (ع): إن لنا إماماً مخالفاً، وهو يبغض أصحابنا كلهم؟ فقال: ما عليك مِن قوله، والله لئن كنت صادقاً لأنت أحق بالمسجد منه، فكن أولَ داخل وآخرَ خارج، وأحسِن خُلقَك مع الناس، وقُل خيراً).
- عن إسحاق بن عمار قال: (قلت لأبي عبد الله (ع): إني أدخل المسجد، فأجد الإمام قد ركع، وقد ركع القوم، فلا يمكنني أن أؤذّن وأقيم وأكبّر. فقال لي: فإذا كان ذلك فادخل معهم في الرَّكعة واعتدّ بها، فإنها من أفضل ركعاتك) هذه معالجة نفسية أيضاً (قال إسحاق: فلما سمعت أذان المغرب وأنا على بابي قاعد قلت: للغلام انظر أقيمت الصلاة؟ جاءني فقال: نعم، فقمت مبادراً فدخلت المسجد فوجدت الناس قد ركعوا، فركعت مع أول صف أدركته، واعتددت بها، ثم صليت بعد الانصراف أربع ركعات) أي النافلة (ثم انصرفت، فإذا خمسة أو ستة من جيراني قد قاموا إليّ من المخزوميين والأمويين فأقعدوني ثم قالوا: يا أبا هاشم، جزاك الله عن نفسك خيراً، فقد والله رأينا خلاف ما ظننا بك وما قيل فيك. فقلت: وأي شئ ذلك؟ قالوا: اتبعناك حين قمت إلى الصلاة ونحن نرى أنك لا تقتدي بالصلاة معنا، فقد وجدناك قد اعتددت بالصلاة معنا وصليت بصلاتنا، فرضي الله عنك وجزاك خيراً. قال: فقلت لهم سبحان الله، أ لِمثلي يقال هذا؟!....).
- عن علي بن جعفر في كتابه، والرواية معتبرة السند، عن أخيه موسى بن جعفر (ع) قال: (صلّى حسن وحسينٌ خلف مروان، ونحن نصلّي معهم).
- عن سماعة عن الصادق أو الكاظم (ع): (..... وصلى علي (ع) وراءهم).
- من الواضح أن الأئمة (ع) يريدون كسر هذا الحاجز النفسي والتردد لدى أصحابهم.
- من حيث الفتوى أكتفي بمثال واحد، وفتاوى فقهائنا متقاربة في هذا المضمون.
- سئل السيد الخوئي: هل الصلاة خلف الإمام المخالف مستحبة وما كيفيتها، وهل تجزئ عن الفريضة أم لا؟ وإذا كانت الصلاة بالمتابعة ماذا يفعل المأموم حينما ينهي القراءة والإمام لم ينته من ذلك، وكذا لو كانت الصلاة جهرية هل يجوز له أن يخفت أم لا؟
الجواب: نعم يستحب، ويقرأ القراءة الواجبة لنفسه بالإخفات، ولا بأس بالفراغ قبل فراغ الإمام عنها ويصبر ويركع معه، والإخفات مطلقاً لقرائته، ولا يتقيد بأمر ما سوى كونه مسلماً من غير الإمامية.