- في الأسبوع الماضي استعرضت خطبة النبي الأكرم (ص) في استقبال شهر رمضان، وذكرت بأن هذه الخطبة تمثّل برنامجاً عملياً وخطةَ عمل للصائمين، بما يقرّبهم من تحقيق الغاية الحقيقية للصيام والمتمثلة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].
- وقد احتوت الخطبة عناوين متعددة ذات أبعاد عبادية واجتماعية وفردية، مؤكّدة على أن الله في تشريعاته لا يريد للإنسان أن يهتم فقط بزيادة رصيده من الثواب، وإن كان هذا مطلوباً بشدة.
- فطريق تحقيق الزيادة الكبيرة في رصيد الثواب قد يتم من خلال الانقطاع للعبادة.. ولكن الله عز وجل يريد للإنسان أن يهتم أيضاً بالبُعد الاجتماعي، بحيث يحقق في هذا الإطار نتائج إيجابية في هذه الحياة، وتكون سبباً أيضاً لزيادة رصيده الأخروي من الثواب.
- أحد الإخوة الأعزاء – وبالاستفادة من هذه الخطبة - قام بإعداد جدول يتضمن كل العناوين
التي وردت في الخطبة النبوية، تحت عنوان (برنامج النبي الأكرم لتهذيب جميع المؤمنين).
- كل عنوان من العناوين التي وردت في الخطبة متضمَّنة في الجدول، مثلاً عبارة: (وَوَقِّرُوا كِبَارَكُمْ) حولها إلى عنوان: (توقير كبار السن).. (وَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ) حولها إلى عنوان: (حفظ اللسان عن التعرض للآخرين).. (وَظُهُورَكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ، فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ) حولها إلى عنوان: (إطالة السجود)... وهكذا.
- ووضع أمام هذه العناوين سبعة أعمدة هي بمثابة أيام الأسبوع، لتمثّل عملية متابعة ومراقبة يجمع في نهايتها حصيلة ما حققه من تغيير وفق البرنامج النبوي الوارد في الخطبة.
- مثل هذا المشروع من شأنه أن يعين الصائمين المهتمّين بتحقيق الغاية من الصيام بطريقة عملية وبسيطة، ونتمنى من شبابنا الأعزاء أن يُطوّروا في مثل هذا المشروع لربما من خلال عمل تطبيق أو ما شابه بحيث تكون عملية المتابعة متيسرة وبما يعود بالفائدة عليهم وعلى الصائمين.