خطبة الجمعة 14 شعبان 1440: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: مدّعو البابية


- خصّص المجلسي في الجزء 51 من بحار الأنوار باباً تحت عنوان: (ذِكر المذمومين الذين ادّعوا البابية والسفارة) والباب هو الشخص الذي من خلاله يمكن الوصول إلى الإمام حال غيبته فهو يقوم بدور الوساطة ما بين الناس وبين الإمام لنقل الرسائل والأموال (كذباً وافتراءً).
- وقد روى في هذا الباب عدة أخبار، مِن بينها ما هو صحيح السند، وفي هذه الأخبار حديث عن أشخاص ادّعوا البابية والسفارة كذباً، وانحرفوا وحرَفوا الناس معهم.
- من بين تلك الروايات الصحيحة ما ذكره الشيخ الطوسي في كتابه (الغيبة) حيث قال: (أوّلُهم المعروف بالشَّريعي... وكان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمد) أي الإمام الهادي (ثم الحسن بن علي بعده عليهما السلام. وهو أول من ادّعى مقاماً لم يجعله الله فيه، ولم يكن أهلاً له، وكذَبَ على الله وعلى حججه عليهم السلام، ونسب إليهم ما لا يليق بهم، وما هم منه بَراء، فلعنه الشيعة وتبرّأت منه، وخرج توقيعُ الإمامِ بلعنه والبراءة منه. قال هارون) وهو الراوي: (ثم ظهر منه القول بالكفر والإلحاد. قال: وكلُّ هؤلاء المدّعين إنما يكون كذبُهم أوّلاً على الإمام، وأنهم وكلاؤه، فيدْعون الضَّعَفةَ بهذا القول إلى موالاتهم ثم يترقّى الأمر بهم إلى قول الحلاّجية) أي حلول الله في الإنسان (كما اشتُهر من أبي جعفر الشلمغاني ونظرائه عليهم جميعاً لعائن الله تترى).
- ثم ذكر الشيخ الطوسي أسماء شخصيات أخرى من أصحاب الإمامين الهادي والعسكري (ع) وكيف انحرفوا بادّعاء البابية والسفارة، بل والنبوة ونسخ الشريعة وإباحة الفواحش وترك الصلاة وغير ذلك.
- وقد تكررت هذه الأمور قبل أقل من قرنين، فظهرت البابية والبهائية، وتكررت أيضاً في السنوات الأخيرة التي كثر فيها الأدعياء بما لا يبتعد عن تلك الادعاءات القديمة والانحرافات التي إن اختلفت أسماؤها إلا أنها تتّحد عادة في مضمونها وطريقتها وغاياتها.
- كل هذا يستدعي من المؤمنين الحذر الشديد في التعامل مع بات يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي والأوراق الصفراء وغيرها من دعواتٍ باطلة تحثُّ الناس على اتِّباع مدَّعي البابية والسفارة وأمثال ذلك زوراً وبهتاناً... كما وأدعو الأعزاء إلى مطالعة الروايات التي جاءت في هذا المجال فمن شأنها أن تزيدَ بطلانَ أمرِ هؤلاءِ المدَّعين وضوحاً وبياناً.