خطبة الجمعة 29 رجب 1440: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: النبي يضعنا أمام مسئوليتنا


- في الرواية التالية يُخبر النبي الأكرم (ص) عن الواقع والحقيقة التي كان يجب أن يدركها أصحابه في تعاملهم معه كنبي إنسان:
1. له عمر محدود في هذه الدنيا.
2. وكفرصة قائمة أمامَهم للتزوّد منه ما أمكن.
3. وماهيّة الضمانة التي يمكن لهم اللجوء إليها حين تلتبس عليهم الأمور.
- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رض) قال: (خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلا لِعَالِمٍ نَاطِقٍ أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ).
- لا قيمة حقيقية لهذه الحياة ما لم يكن الإنسان بهذه الصورة.. لأن الحياة حينذاك ستتحول إلى ما يشبه حياة الأنعام.. همُّها علفُها.
- (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ فِي زَمَنِ هُدْنَةٍ، وَإِنَّ السَّيْرَ بِكُمْ سَرِيعٌ، وَقَدْ رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ كَيْفَ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ، وَيُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ، وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ).
- فهناك فرصة أمامكم، وهناك حقيقة تنتظركم، وقد عاينتم بأنفسكم أن لا شيء ثابت في هذه الحياة.. كل شيء يتغير.. الطفل يصبح شاباً.. والشاب يصبح شيخاً.. والمعافى يصبح سقيماً.. والقوي يصبح ضعيفاً.. هذه هي طبيعة الحياة الدنيا.. ثم يأتي المصير المحتوم لكل من حانت ساعتُه كي يغادر الدنيا، ثم يواجه تبعات ما قدّم فيها.
- (فَقَالَ لَهُ الْمِقْدَادُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْهُدْنَةُ؟ قَالَ: دَارُ بَلاءٍ) أي اختبار (وانْقِطَاعٍ) أي أن وجودي معكم بجسدي محدود الزمن، وبانتهاء وجودي معكم تُختتم النبوة، فلا نبي بعده.
- (فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الأُمُورُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَشَاهِدٌ مُصَدَّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ وَهُوَ أَوْضَحُ دَلِيلٍ إِلَى
خَيْرِ سَبِيلٍ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، ومَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، ومَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ).
- هذا الطرح الصريح والواضح من النبي (ص) للمسلمين طَرَح تساؤلاً مهمّاً وحساساً حول الموجب لختم النبوة.. وهو ما سأستعرضه في الخطبة الثانية بإذن الله تعالى بشيء من الشرح والتوضيح.