خطبة الجمعة 8 رجب 1440: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: ثلاث خصال


- عن الإمام محمد الجواد (ع) أنه قال: (الْمُؤْمِنُ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: تَوْفِيقٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ، وَقَبُولٍ مِمَّنْ يَنْصَحُهُ).
- رحلة الإنسان في هذه الحياة موصوفة في كتاب الله تعالى بالتالي: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) [الإنشقاق:6]. والكدح هو السعي مع العناء.
- وبحسب الإمام الجواد (ع) في ما روي عنه فإن الإنسان في هذه الرحلة بحاجة إلى ثلاثة أمور:
1. توفيق من الله: لأن كل الأمور بيد الله، ولو شاء الناس شيئاً ولم يشأ سبحانه فلن يتحقق.
- وهذا يستدعي أن يتعلق قلب المؤمن بالله على الدوام، في أكبر الأمور وأبسطها.. فيتوكل عليه، ويطلب منه المعونة ويسأله التوفيق والسداد في صلاته وأدبار الصلوات وفي كل آن.
- لا تتكل فقط على تدبيرك للأمور، فما أكثر ما يتصوّر الإنسان الخير في شيء، فإذا به في
شيء آخر.. اسألوا الله التوفيق دائماً وأن يختار لكم ما هو خير، لا ما ترونه خيراً.
2. وعظ ذاتي: لأن المجتمع قد ينافق، وقد يبغي لك الشر، وقد لا يهمهم أمرك.. فلا تنتظر من الآخرين أن يقيّموك وينصحوك.. كن أنت الرقيب على نفسك، وذكّر نفسَك على الدوام بالأسس التي من خلالها تُصلح آخرتك بدنياك.
3. قبول النصيحة: لا تُكابِر، ولا تستكبر على الناصح الأمين، ولا تأخذ الأمور على محمل شخصي.. فنقد مثل هذا الإنسان لما صدر عنك لا يعني نقداً لذاتك بما هو أنت، بل صادر عن حبّه لك وخوفه عليك، والمؤمن مرآة أخيه المؤمن، فإن لم تعكس المرآة الصورة، فما شأنها إذاً؟
- وفقنا الله وإياكم أن نكون ممن يحاسِبون أنفسَهم، ويقبلون النصيحة، ويتّعظون بالمواعظ، فإنّ هذه الحياة إلى فناء، ولا يبقى للإنسان مما يُصلِح آخرتَه إلا الإيمان والعمل الصالح.