خطبة الجمعة 24 جمادى الآخرة 1440: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: الفرصة التي لا تتكرر


- الزمن بحسب المفهوم القرآني هو الظرف الذي من خلاله يحدد الإنسان مصيره في الحياة الأخرى التي تنتظره.. مسألة الزمن بهذه الأهمية والحساسية.. الزمن بالنسبة إلى كل فرد منّا هو الفرصة التي لا تتكرر، ولا يوجد لها تمديد متى ما جاء الأجل.
- (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون:99-100].
- (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ، وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون:10-11].
- ومن هنا جاء الحديث النبوي: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابَك قبل هَرمِك، وصحتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فَقرِك، وفراغَك قبل شغلِك، وحياتَك قبل موتِك).
- الذي يزيد الأمر حساسية وتعقيداً أنّ أمَدَ هذه الفرصة غير معلوم.. فالموت يأتي في أقل من لحظة.. يأتي للشاب كما يأتي لذي الشيخوخة.. ويأتي للطفل الرضيع كما يأتي للإنسان البالغ.
- كل هذا يستدعي أن نتعامل مع الزمن كشيء ثمين جداً، بل كشيء لا يمكن أن نحدِّد له قيمة، لأنه يرتبط بمصيرنا الحاسم.
- ومن رحمة الله بنا أن جعل الإمكانية قائمة لأن يكون المردود الإيجابي من التعامل مع الزمن حاصلاً بصور كثيرة جداً، وأحياناً ببساطة كبيرة.
- ذِكر تكرّره وأنت جالس في قاعة الانتظار.. صلاة تؤدّيها وأنت تتنقّل في سيارة.. تفكُّر إيجابي تقوم به وأنت في لحظة استرخاء.. كلمة طيبة تُطلقها من مكانك عبر الإنترنت فتهدي بها إنساناً حائراً.. معلومة تقدّمها لإنسان حباً لله أو استجابةً لدافع إنساني.. صدقة تُعين بها محتاجاً على التخفيف من صعوبات حياته.. وغير ذلك كثير مما يجعل مردود الزمن على الإنسان خيراً.